إيران تتحدى الشيطان الأكبر…!

بتاريخ ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٧٩، أطلق مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام روح الله الخميني قدس الله سره على الإدارة الأميركية لقب: (الشيطان الأكبر والأفعى الجريحة)، رداً على التهديد الأميركي من قبل الرئيس كارتر: أن أميركا لا تستطيع أن تفعل شيئاً ضدنا…!
مضى على هذه التسمية حوالي نصف قرن، والشيطان الأكبر يزداد هيمنة وشراً وفساداً وإرهاباً وابتزازاً على الكرة الأرضية…!
وما نشهده اليوم من عدوان إرهابي بحق الشعوب بشكل عام، وشعوب أمتنا العربية والإسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، ما هو إلا صناعة اميركية وإخراج صهيوني. وإذ بالجمهورية الاسلامية وعلى لسان قائدها السيد علي الخامنئي حفظه الله تتحدى الهيمنة الأميركية، فالرئيس الأميركي ترامب يحاول إخفاء الفشل في طروحاته من خلال ضم دول وفرض ضرائب على الحكومات التي رفضت الخضوع والخنوع والمعاملة بالمثل، كما أشعل حريق غزة ولبنان والآن في ايران بدعم وتأييد ربيبته في المنطقة بزعامة نتن ياهو ….!
مضى أسبوع على القصف المتبادل، وفي اليوم الأول من الأسبوع الثاني، إيران تهز الكيان وتدمر أهم مدنه ومستوطناته وقواعده الإرهابية وتسقط طائراته وتحوّل ما يُعرف بالجيش الذي لا يُقهر إلى مرضى نفسيين، والأهم من ذلك، تدفع بالإدارة الأميركية ومؤسساتها السياسية والعسكرية والمخابرات والمختصرة بالشيطان الأكبر التي هددت وأرعدت بالتدخل في العدوان اذا لم تأتِ طهران إلى واشنطن مستسلمة ومسلمة مفاتيح قواعد منشآت التخصيب النووي للشيطان الأكبر. فتحدى الولي الفقيه طاغية العصر وأتباعه محصناً بالله العلي القدير والشعب الإيراني الأبي والقوات المسلحة بمختلف تسمياتها، وتوجه إلى كل الأصول والفروع والأتباع أن أي منهم يشارك بشكل مباشر أو غير سيكون هدفاً شرعياً لإيران، فما كان من نواطير الخليج الا أن أدانت العدوان وتواصلت مع القيادة الإيرانية وتبرأت من العدوان ورفضت السماح للشيطان الأكبر والأصغر باستخدام أراضيها كمنصات لهؤلاء، عندها ارتبكت واشنطن وولي أمرها ترامب الذي تلعثم وبدأ يعمل للهبوط عن الشجرة من خلال الحديث والدعوة إلى المفاوضات وتأجيل قرار التدخل لمدة أسبوعين….!
ينهض مما تقدم، أن الشيطان الأكبر لا يفهم إلا لغة القوة، وأن إيران ليست من الأنظمة التي سلمت خنجرها لواشنطن حتى تحولت إلى صراعات محلية واقليمية تحت عناوين مختلفة، وإذ بدولة الولي الفقيه تواجه وتتحدى الشيطان وتجعله يعد إلى المليون قبل شن أي عدوان يتحول إلى حرب تحرق الأخضر واليابس على العالم إجماع…..!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- هل ترتكب إدارة ترامب حماقة عبر الدخول مباشرة في العدوان بأساطيلها البحرية والجوية على إيران؟
٢- في حال حصل العدوان ما هي التداعيات على الإقليم والعالم؟
٣- هل فعلاً نحن أمام ولادة شرق أوسط جديد وبقيادة من؟
٤- في حال العدوان الأميركي، أي خليج سيكون مع انتهاء العدوان؟
د. نزيه منصور