الصحةمنوعات

نظام غذائيّ متوازن وصحّي لتعزيز صحّة الدّماغ

يعدّ الدّماغ من الأعضاء المهمّة في جسم الإنسان، فهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالقلب والهرمونات و ضغط الدم، لذلك يشير بعض الخبراء إلى أنه يستهلك ما يصل إلى 20% و25% من إجمالي الطاقة الكلية للجسم، في شكل جلوكوز. ويترجم ذلك إلى 350 أو 450 سعرة حرارية في اليوم. و من المؤكد أن الجسم يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية الأساسية للحفاظ على التّركيز وتوفير الطاقة اللازمة. ولا بدّ من تناول أطعمة صحيّة تحسّن اداء الدّماغ وتزيد من نشاطه.
في هذا السياق تؤكد الكثير من البحوث والدراسات العلمية على ضرورة تناول وجبات صحية نظرا لدورها الأساسي في الحفاظ على صحة الإنسان العقلية والبدنية، باعتبار أن كل وجبة صحيّة تقدّمها إلى جسمك قد تُحدث فارقا إيجابيا وتقيك من خطر الانحدار الإدراكي والخَرَف. فقد أظهرت بعض البحوث أن تناول بعض الأطعمة والامتناع عن البعض الآخر قد يبطئ شيخوخة الدماغ ويقلّل فرص الإصابة بالزهايمر. لذلك يؤكّد إخصائيّي التغذية أهمية اتّباع نظام غذائي متوازن وصحّي للحفاظ على صحة الدماغ. لكن فيم يتمثّل هذا النّظام الغذائي الصحّي؟
ذكرت العديد من الدراسات العلمية فوائد متنوعة للنباتات الخضراء، ذلك أن الخضروات غنية بالعناصر الغذائية والألياف التي قد تمدّ الجسم بالطاقة وتحسّن الوظيفة الإدراكية وتحمي من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدّم في العمر، فالخضروات الورقية معبّأة بالمغذيات المرتبطة بصحة أفضل للدّماغ مثل حمض الفوليك، فيتامين E، الكاروتينات وغيرها…
لذلك ينصح الاطباء بتناول 6 حصص على الأقل من الخضروات الورقية في الأسبوع مثل السبانخ أو الخس، مع إمكانية إضافة حصة غذائية على الأقل من نوع آخر من الخضروات في اليوم.
أجرى بعض المختصّين تجارب علميّة على أكثر من 200 شخص. تمّ تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات غذائية، و بعد 18 شهرا توصّلوا إلى أن أولئك الذين اتبعوا نظاما غذائيا متوسطا “أخضر”، أحدهم غني بالمانكاي (نبات أخضر مليء بالمغذيات) والشاي الأخضر والجوز كان لديهم أبطأ معدل لضمور دماغي مرتبط بالسّن.
أما أولئك الذين اتبعوا دليل النظام الغذائي الصحي المنتظم، الأقلّ نباتية، كان لديهم انخفاض أكبر في حجم الدماغ..
ويشدّد الخبراء أيضا على أهمية التنويع في المنتجات على الأطباق و موائد الإفطار، وتناول المأكولات البحرية خاصة الأسماك الزيتية كالسلمون والتونة والسردين وأنواع أخرى تعد مصدرا مهمّا للأحماض الدهنية، فهي تعد من المصادر الرئيسية لأحماض أوميغا (3) الدهنية، المرتبطة بتحسين صحة الدماغ وتقليل خطر إصابته. وكلما كانت المنتجات المقدّمة على طبقك أكثر تنوّعا، كلّما كان الطعام أفضل لعقلك وتمتّعت بنمط حياة صحّي.
كما يقترح الخبراء تناول التوت لما يحتويه من كميّة ممتازة من مضادات الأكسدة التي تنطوي على تأثيرات إيجابية على دماغ الإنسان، إذ يحسّن التوت التواصل بين خلايا المخ ويقلّل خطر الإصابة بالأمراض العصبية المرتبطة بتقدّم العمر.
دون أن ننسى أهمية الحبوب الكاملة والبقوليات كالعدس وفول الصويا ودورهم في حماية صحّة القلب وتحسين الوظيفة الدماغية.
إضافة إلى المكسّرات وأهميتها كذلك في تعزيز الصحة العقلية والإدراكية، إذ يشير الباحثون إلى أن أولئك الذين يتناولون الكثير من المكسّرات، خاصّة الجوز، غالبا ما يحقّقون نتائج أفضل، فهي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، وتناول حفنة من المكسّرات قد يكون بديلا مثاليا للمعجنات و رقائق البطاطس التي ليس لها فوائد صحيّة.
و حسب البحوث والدراسات يجب أن لا ننسى إضافة زيت الزيتون إلى وجباتنا الغذائية اليومية لما له من منافع عديدة وأهميّة قصوى في الحماية من الشيخوخة وتحسين مداركنا الذّهنيّة، كما يوصي الباحثون باستخدامه كزيت طهي أساسي في الوجبات الغذائية مع تجنّب الزبدة والسمن الصناعي.

تمثّل مختلف هذه المكوّنات الغذائية وغيرها من الأطعمة التي لم يتمّ ذكرها ويطول الحديث عن فوائدها نموذجا صحيّا أثبتته العديد من البحوث والدّراسات العلمية، يمكن اتّباعه للحفاظ على صحّتنا وحمايتها من خطر الأمراض والإصابات وتعزيز صحتنا الإدراكية، لكن عليكم دائما استشارة الطبيب ليقدّم لكم نظاما غذائيّا يتلاءم مع حالتكم الصحيّة. ونرجو لكم الصحّة والعافية دائما.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى