صحافة ورأيمنوعات

معروفة الاسم مجهولة الجسم كطائر العنقاء نسمع عنها ولانراها

منذ اقرارها كهيئة قضائية مستقلة بدستور 27 جانفي 2014,كانت ولازالت سبب صراعات وخلافات سياسية حادة الى حد كتابة هذه الاسطر،تاجل موعد انتخاب اعضائها اكثر من مرة في خرق واضح للاجال…

فلماذا قد نشبه المحكمة الدستورية بطائر العنقاء الذي نسمع عنه ولانراه؟

مجهولة الجسم فتركيبتها هي مصدر الداء ولب معركة حامية الوطيس بين الفرقاء السياسيين،كيف لا يكون الصراع متواصل بين معطل ومعجل بها حسب مواقيت مختلفة تتغير كل مرة حسب المصلحة وحسب الطلب،وحسب الموقع

تتضح الرويا عندما تعلم انه لا يمكن للرئيس قيس سعيد تعديل النظام السياسي والمرور به من نظام برلماني معدل الى نظام رئاسي يضمن له صلاحيات اوسع الا عبر ارساء محكمة دستورية على المقاس يتمتع فيها باغلبية فتضمن له مرورا سلسا الى منشوده!!!

وبما ان تونس لازلت تعاني خصومة الاخوة حول النصيب الاكبر في الكعكة فلن يجازف احد في السير والمضي قدما في نقاش تركيبة المحكمة والتصويت على كفاءاتها الا بعد تحقق كل طرف بان التركيبة ستحظى باغلبيه حيث يمر مرشحوهم كالسهم ليستقرو في قلب هيئتنا القضائية.

ان طائر العنقاء لن تظهر ملامحه لدينا الا اذا اتفق البرلمان على 4 من اعضائه بالانتخاب ،وعين رئيس الجمهورية 4 آخرين ،وعين مجلس القضاء الاعلى ال4 المتبقين،حيث لم ينجح البرلمان الا في الاتفاق على مرشح واحد من اربعة منذ انعقاده….

وبهذا نستنتج ان اولى مشاكل هذا الجسم القضائي انطلقت تحت قبة البرلمان فكيف لمجلس يشهد مشاهد عنف مادي ومعنوي بين اعضائه ان يتفق على تركيبة المحكمة الدستورية التي ستحسم خلافات ونزاعات رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية حول الصلاحيات الموكلة لكل منهم خاصة بعد تمرير حكومة هشام المشيشي بتعديل وزاري اعتبره رئيس الجمهورية قيس سعيد خرقا دستوريا واضحا لوجود شبهات فساد تتعلق ببعض الوزراء ورفض الاخير استدعائهم لاداء اليمين…

لتتعالى بعد هذه الحادثة اصوات من جديد تنادي بضرورة التسريع بالتصويت على اعضاء المحكمة الدستورية… ويدخل طائر العنقاء من جديد في سرديات سياسية وسجال قانوني بين الفرقاء السياسيين وبين المقرر العام للدستور الحبيب خضر وشقيق رئيس الجمهورية!!وبين موجل ومعجل وتجاذبات بقيت المطبات والمآزق الدستورية بلا حلول حقيقية في غياب الهيكل المختص ،فهل يكون للحوار الوطني المزمع عقده دور في انفراج ازمة طائر العنقاء؟؟

خلود هداوي

يتبع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى