كيف تُنقذ نفسك من حصار الأخبار السلبيّة ؟
هل تُصيبك الاخبار بالتوتّر والقلق؟ أو قد تزرع داخلك المخاوف من المستقبل والمجهول، وترسم لك سيناريوهات مُتخيّلة لا أساس لها؟
نعم أتفهّم شعوركم، خاصّة إذا كنتم من بين الأشخاص سريعي التّعاطف مع كلّ ما يُحيط بهم، الّذين كلّما تصفّحوا كومة الأخبار ينتابهم القلق والخوف ويشعرون بتدهور صحّتهم النّفسيّة وانخفاض نشاطهم الدّماغي. فقد أثبت الباحثون التّأثيرات السّلبيّة الّتي قد تُحدثها متابعة الأخبار. فهي تتسلّل إلى عقلنا الباطن لتتدخّل في حياتنا اليوميّة وتُؤثّر في تقديرنا للمخاطر. وقد يمتدّ تأثيرها إلى الصحّة الجسديّة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة و أيضا بأعراض ما بعد الصّدمة والقلق والاكتئاب. فالأخبار قد تُشكّل تصوّرنا للمخاطر بسبب ما يسمّى “التحيّز السّلبي” وهو توجّه نفسيّ يشير إلى أنّ الإنسان يُولي اهتماما كبيرا لأسوأ ما يحدث حوله باعتبار أنّ الخوف يُحفّزنا بدرجة أكبر لحماية أنفسنا من كلّ خطر.
لكن لتعلم عزيزي القارئ أنّ الانغماس في قراءة الاخبار بشكل مُبالغ فيه أمر غير جيّد لصحّتك النّفسيّة خاصّة أنّ متابعة الأخبار بدرجة كبيرة قد لا تُؤثّر فينا بالطّريقة نفسها. فالبعض قد يشعر فقط ببعض القلق. والبعض الآخر قد يتعكّر مزاجه كليّا وتقتل فيه الأخبار كلّ حسّ إبداعيّ ثمّ تُدخله في دوّامة من الأفكار والمشاعر السّلبيّة الّتي قد تعزله عن كلّ نشاط.
لذلك إذا كانت الأخبار تُشعرك بهذه الاعراض من المهمّ جدّا أن تُقلّل تعرّضك لها وتسعى إلى ممارسة أنشطة ترفيهيّة مُحبّبة لك كالاستماع إلى موسيقى هادئة مثلا أو ممارسة تمارين التأمّل واليوغا أو قراءة رواية خياليّة ومعايشة أحداثها. كما يجب عليك أن تُريح عقلك تماما قبل النّوم وتحصل على قسط كاف من الرّاحة تسعى من خلاله إلى تصفية ذهنك ممّا قد يّرهقه من أخبار سامّة تجعلك عُرضة الاضطرابات والقلق المُتزايد.
حاول أن لا تُشتّت انتباهك؛ مارس الجهل الانتقائي من خلال التّركيز على المهمّ واستهلاك أخبار أقلّ، حدّد مصادر تثق بها، أرح نفسك وحاول الاسترخاء وكن واثقا أنّ الأخبار المهمّة ستصل إليك. لا تتّبع المعلومات الشّائعة الّتي تنتشر بصفة وبائيّة والّتي لا يُمكنك أن تُميّز فيها الحقيقي من المزيّف. يُمكنك الابتعاد عن مصادر الأخبار لفترة محدّدة و وقف الإشعارات مرّة واحدة في الأسبوع على الاقلّ لتُريح عقلك وتنعم بيوم جميل وهادئ. اتّفقنا؟
إعداد نسرين يوسفي
