منوعات

صرخة الأمة الإسلامية في الأمم المتحدة: آن أوان الوحدة والفعل

 

 

 

يوسف حسن يكتب –

بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، يجتمع زعماء وممثلو الدول الأعضاء في نيويورك لإلقاء الكلمات وعقد المشاورات الثنائية والمتعددة بشأن قضايا العالم. غير أنّ هذه القمة لا تُعد مجرد لقاءٍ بروتوكولي، بل فرصةٌ تاريخية تنتظر منها الأمة الإسلامية أن تكون صوتًا قويًا وموحدًا داخل المنظمة الدولية.

 

أولاً: كلمة إلى قادة الدول الإسلامية

 

نحن اليوم 57 دولة إسلامية يقطنها أكثر من ملياري إنسان، نملك أهم الموارد الطبيعية وثروات الطاقة، لكننا في الوقت نفسه نرزح تحت أزمات اقتصادية، اجتماعية وأمنية. مشاهد المأساة في غزة ـ من إبادة جماعية وحصار وتجويع ـ ليست إلا خنجرًا يغرس في قلب الأمة يوميًا. دموع الأطفال اليتامى، صرخات الأمهات المفجوعات، شيوخ هزلهم الجوع، وخرائب تغدو كل صباح مقابر لأهلها… هذه صورٌ لا يحق للعالم السكوت عنها.

 

على قادتنا أن يكونوا صوت المظلومين وفخر المقهورين، أن يحملوا لواء الحق في الأمم المتحدة ويجعلوا منها منبرًا لصرخات غزة والقدس، لا منصة لصمت العجز. لقد طال صمتنا، وحان وقت إعلان موقف حاسم: مقاطعة الكيان الإسرائيلي ومن يدعمه، وتسخير سلاح الطاقة للضغط على القوى الغربية.

 

ثانياً: فلسطين جوهر القضية

 

منذ وعد بلفور وحتى قيام إسرائيل، دفعت الأمة الإسلامية ثمناً باهظًا من دماء أبنائها. واليوم، غزة تختصر قصة مئة عام من الظلم. أطفالها لم يعد لهم صوت ليستنجدوا بالأمم المتحدة التي وقفت عاجزة طيلة 23 شهرًا من المجازر. لذلك، تقع المسؤولية على قادة الدول الإسلامية أن يكونوا الصوت البديل عن أولئك الأطفال وأن يرفعوا قضية فلسطين إلى أعلى سلم أولويات المنظمة الدولية.

 

ثالثاً: رسالة إلى العالم الحر

 

انتظارنا الثاني من هذه القمة أن ينهض زعماء العالم الحر إلى نصرة فلسطين ورفض أحادية واشنطن وهيمنتها. إنّ صوت فلسطين اليوم هو الأشد ارتفاعًا في العالم، وكل من ينحاز إليه يكتسب شرعيةً إنسانيةً وشعبيةً واسعة. لكننا تعلمنا خلال ثمانية عقود أنّ الأمم المتحدة ليست سوى ساحة لتصفية الحسابات ومقايضة المصالح، بدليل عجزها المزمن عن إنصاف فلسطين.

 

أما مواقف بعض الدول الأوروبية، التي تدّعي دعم فلسطين وتلوّح بالاعتراف بها، فهي لا تعدو كونها ازدواجية، إذ في الوقت ذاته ترسل السلاح إلى إسرائيل وتفرض شروطًا تعجيزية تنسف المقاومة.

 

الغزة عنوان الإنسانية

 

اليوم، يجب أن تكون كلمة الجميع في الأمم المتحدة واحدة: غزة. يجب محاسبة إسرائيل وداعميها على جرائم الإبادة. كل من يتقاعس عن رفع صوته نصرةً لغزة هو شريك في الجريمة، وسيكون مسؤولًا أمام التاريخ وأمام الله عن دماء الأطفال الأبرياء.

 

لقد آن الأوان لأن يتحول العالم الإسلامي من صمت المظلومية إلى قوة المبادرة، وأن يوظّف وحدته وإمكاناته ليجعل الأمم المتحدة منبرًا لصوت المستضعفين لا أداة بيد المستكبرين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى