منوعات

الطلاق ومواجهة الحقيقة المؤجلة

 

بقلم د : آمال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية

 

مين اللي بيكسب بعد الطلاق؟
مواجهة الحقيقة المؤجلة
“فات الميعاد”:حلقة29
في مشهد كله شد عصبي واتهامات متبادلة، مسعد واجه بسمة بكلام جارح جدًا… بس المثير للتفكير إن الكلام رغم وقاحته، كان فيه جزء كبير من الحقيقة
بسمة دايمًا بتلبس عباءة الضحية…
“أنا بحمي بنتي”،
“أنا اللي ضحيت”،
“أنا اللي شلت”

بس لما مسعد قال لها “انتي أنانية، ومؤذية، وعايزة كل حاجة على مزاجك… جوز غني، بنت في حضنك، صورة ملاك قدام الناس!”
بسمة بتتعامل مع كل حاجة على إنها حق مكتسب، سواء علاقتها ببنتها أو تحكمها الكامل في المواقف، وحتى لما اتكلمت قالت:
“أنا عمري ما قلت حاجة وحشة عنك لبنتي!”
بس الحقيقة إن التجاهل والإبعاد نوع من أنواع الإساءة برضه… سواء لبنتها أو لأبوها!
في المقابل مسعد؟

آه شخصية عصبية ومؤذية وعنده مشاكل الام المتسلطة نقول إنه غير متزن،لكن في اللحظة دي، كان شايف بسمة من زاوية الناس ما بتحبش تبص عليها… زاوية “الأنانية المغلفة بالحنان”،
وكان واضح جدًا إنه عايز يشوفها مكسورة… مش لأنه بيحب بنته، لكن لأنه مش قادر يشوف بسمة عايشة أحسن من حد غيره

الكلام ده للأسف بيعبّر عن اللي ناس كتير شافته
فيها على مدار الحلقات المشهد ده مش مجرد خناقة بين طرفين، ده لحظة انفجار مشاعر مكبوتة بقالها سنين. مسعد مش بس كان بيواجه بسمة، كان بيواجه إحساسه بالخذلان، بالاستبدال، وبالهزيمة أمام امرأة قدرِت تكمل حياتها من غيره.
“أنانية مغلفة بالحنان”

بسمة فعلاً ظهرت على مدار المسلسل كأم حنونة، بتدافع عن بنتها، لكن تحت الغطاء ده كان فيه رغبة في السيطرة، في تلميع الذات، وفي نفي أي دور سلبي قامت بيه. في علم النفس، ده بيتسمى “Self-righteous victimhood”، أو حالة “الضحية المتفوقة أخلاقيًا”، اللي بتستخدم المظلومية كغطاء للهيمنة.

مسعد: ضحية نفسه قبل أي حد آه، مؤذي، مندفع، وممكن نقول عليه غير ناضج انفعاليًا. لكن في المشهد ده تحديدًا، هو نطق بالحقيقة اللي محدش كان بيجرؤ يقولها: بسمة مش كاملة. المشكلة إنه نطقها بغضب وانتقام، مش بدافع العدالة. وده بيخلي الرسالة، مهما كانت صحيحة، توصل مشوهة.

ريم: القلب النقي في ساحة حرب
“الاطفال دايما “بتدفع الثمن
رد فعل ريم الطبيعي والعفوي كان بمثابة مرآة للاتنين. الأطفال ما بيعرفوش يعملوا تصفية حسابات… الحب عندهم غريزي وبريء. وده اللي بيخلي “صراعات الكبار” دايمًا تفشل في تفسير مشاعر الصغار.
الرسالة الكبيرة: مفيش حد بيكسب

“اللي بيكسب هو الوجع.”
وده حقيقي… النزاعات اللي فيها أطفال دايمًا بتكسب فيها الجروح النفسية، وبتخسر فيها البراءة، والطمأنينة، والإحساس بالأمان
-الأذى الصامت اللي بيتعرض له الأطفال في ظل نزاعات الأهل، حتى لو كانوا فاكرين إنهم يحميهم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى