تونسسياسةفن و ثقافة

محمد عياشي العجرودي : لماذا رؤيتي ..؟و لماذا اطرح هذا المشروع الاصلاحي ؟

في البدء ، لا بدَ من توضيح و وضع الامر في سياقه السليم . ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي، هو ما يعطيه و يقدّمه لوطنه ، و لشعبه ، و ما يساهم به في المساعدة على حلّ المشاكل و توفير الحلول . هؤلاء الذين يقومون بثورات سلمية، لا يستطيعون بعد ذلك أن يمنعوا قيام ثورات دموية باخطائهم و عجزهم و جهلهم بشؤون الدول و صنع السياسات التي تحقّق الرخاء و التقدم لشعوبها .

اطرح من خلال هذا الكتاب الذي يصدر قريبا ، رؤيتي و تصوّري للحلّ و للاصلاح ، لغد تونسي افضل ، تونس التي تعمل و تنجز و تبدع و تبهر العالم بقدرة ابنائها على التجاوز لاوضاع صعبة و معقّدة تعيشه في راهنها اليوم . ليس مهماً أن يحدث ما يسيء ولكن الأهم ألا يتكرر حدوثه ، اذ انّ الخطوة الأولى لاي نجاح تكمن فى رفضنا للاستسلام لهذا الواقع الذي نعيش ، لهذه الظروف المحيطة بنا .

إذا كان ابن خلدون يجعل الترف السبب الأبرز في سقوط الدول، عن طريق النخبة الحاكمة التي ترفل في النعيم ناسية أو متناسية آلام شعوبها، فتستقوي عليهم بالقوة المسلحة كلما دعت الضرورة لإسكاتهم، فإنه يؤكد أن الاستبداد و”الانفراد بالمجد” هو السبب الثاني الذي يؤدي للسقوط . ليس لدينا من خيار اليوم ، امام هذا الوضع الذي تعيشه بلادنا تونس ، الاّ ان نبادر و نطرح رؤى و نخلق فرصاً اقتصادية جديدة ، ونبني ثقافة حبّ العمل و ريادة الأعمال، ونجعل الناس يتحملون مسؤولية تحسين حياتهم و يقنعون انّ ذلك لا يتمّ الاَ بالكدّ و الجهد و العمل ، بدلاً من وضعهم في موقف المتفرّج و الجالس وسط فقره و خصاصته ويلوم الآخرين على كلَ ذلك ..

انّ الهدف من طرح هذه الرّؤية هو تقديم منظور حول الأنواع المختلفة للسياسة الاقتصادية التي ميزت عملية التنمية في البلدان التي حقّقت نجاحات في العقود الأخيرة و التي اصبح يضرب بها المثل ، انطلاقا من تجربة شخصية عشتها مع قادة هذه البلدان و مسايرة الى حدّ ما طريقها في بلوغ ما وصلت اليه اليوم من تقدّم و رخاء لشعوبها .إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار و التجاوز و النجاح بتميّز .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى