فلكية جدة… «الثريا» تزين ليالي نوفمبر 2025

فلكية جدة…
«الثريا» تزين ليالي نوفمبر 2025

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

أوضح ذلك المهندس ماجد أبو زهرة
تزين الثريا – المعروفة أيضاً باسم الشقيقات السبع – سماء ليالي شهر نوفمبر في الوطن العربي ويمكن رصدها بسهولة من جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي ومعظم نصفه الجنوبي من القطب الشمالي حتى أقصى أطراف أمريكا الجنوبية.

في الوقت الحالي ترصد الثريا منخفضة في الأفق الشرقي بعد بداية الليل بقليل، وترتفع تدريجياً لتصل أعلى نقطة لها في السماء قرب منتصف الليل ثم تميل نحو الغرب قبل الفجر وتعود هذه الحركة الظاهرية إلى دوران الأرض حول محورها فتبدو نجوم الثريا وكأنها تتبع مسار الشمس عبر السماء.

يشبه عنقود الثريا مجموعة الدب الأصغر في الشكل لكنه أكثر ضبابية ولمعاناً ويمكن تحديد موقعه بسهولة بالاستعانة بنجوم الجبار (أوريون) فعند رسم خط وهمي يمر عبر النجوم الثلاثة في حزام الجبار باتجاه معاكس لنجم الشعرى اليمانية سنصل إلى النجم الأحمر اللامع «الدبران» وبالقرب منه يمكن رؤية عنقود الثريا. أما من داخل المدن المتأثرة بالتلوث الضوئي فيستحسن استخدام المنظار أو تلسكوب صغير لمشاهدته بوضوح.

يتكون عنقود الثريا من نحو 500 نجم، وقد تشكل جميعها من سحابة غاز وغبار واحدة قبل نحو 100 مليون سنة فقط وهو عمر فتي مقارنة بعمر الشمس الذي يبلغ نحو 4.6 مليار سنة. وتترابط نجوم الثريا بفعل الجاذبية المتبادلة فيما بينها وتبعد عنا حوالي 430 سنة ضوئية وتتحرك هذه النجوم معاً عبر الفضاء في مجموعة واحدة وتفوق كثير منها الشمس سطوعاً بآلاف المرات.

عند تصوير العنقود بتعريض طويل يظهر بوضوح أثر السدم الزرقاء المنعكسة المحيطة بنجومه وهي بقايا الغبار الذي تشكّل منه العنقود. ومن خلال المنظار أو التلسكوب سيُشاهد الراصد عددًا أكبر من «الشقيقات السبع» المعروفة للعين المجردة.

عادة ما تشرق الثريا قبل نجم الدبران وتغرب قبله غير أن هذا الترتيب يختلف قليلًا بالنسبة للمراقبين في جنوب خط الاستواء حيث تظهر الثريا بعد فترة وجيزة من شروق الدبران.

في النصف الشمالي من الأرض يرتبط ظهور عنقود الثريا بموسم الشتاء إلا أنه سيكون مرئياً في سماء المساء من نوفمبر وحتى أبريل 2026 ليظل أحد أجمل مشاهد السماء خلال الانتقال من الخريف إلى الشتاء حيث تبدو الثريا كأنها لطخة لؤلؤية متجمدة تتلألأ على قبة الليل.