أخبار العالم العربيمنوعات

الدكتور سمير سلطان زمزمي يحذر: وسائط الإهمال الصحي والتوتر ونمط الحياة الخاطئ يضعون القلوب على حافة الخطر

(( تصريح خاص ))

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

حذر الدكتور سمير سلطان زمزمي، استشاري أمراض القلب، من الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة بأمراض القلب في العالم العربي، مشيرًا إلى أن هذه الأمراض لم تعد حكرًا على كبار السن، بل بدأت تظهر بين فئة الشباب نتيجة أنماط الحياة غير الصحية والتوتر المستمر وسوء العادات الغذائية.

 

وأوضح الدكتور زمزمي، أن أمراض القلب تُعد السبب الأول للوفيات عالميًا، مضيفًا أن الإحصاءات الحديثة تُظهر زيادة مطردة في عدد المصابين، وهو ما يعكس الحاجة الماسة إلى مراجعة السلوك الصحي للفرد والمجتمع، وما نراه اليوم من تسارع في وتيرة الحياة، والضغوط النفسية المتزايدة، وقلة الحركة، جعل القلب هو الضحية الأولى.

 

وأشار، إلى أن أخطر ما في الأمر أن كثيرًا من الناس يعيشون سنوات طويلة دون أن يعلموا أن قلوبهم تتعرض للإنهاك بصمت، مبينًا أن تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم واعتلال عضلة القلب لا تظهر أعراضها الواضحة إلا في مراحل متقدمة، مما يجعل الكشف المبكر ضرورة لا يمكن تجاهلها.

 

وأكد، أن عوامل الخطر تتراكم ببطء، فكل وجبة دسمة، وكل سيجارة، وكل يوم دون نشاط بدني، يترك أثرًا صغيرًا يتراكم في الشرايين حتى يعلن القلب استسلامه في لحظة مفاجئة. وأضاف: “النوبات القلبية والسكتات الدماغية لا تحدث فجأة، بل هي نتيجة تراكم إهمال يومي لا نلاحظه.”

 

وأوضح الدكتور زمزمي، أن أنماط الحياة الحديثة القائمة على الجلوس الطويل أمام الشاشات وقلة الحركة، إلى جانب الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، تسببت في ارتفاع معدلات السمنة، وازدياد حالات السكري وارتفاع ضغط الدم، وهي كلها مقدمات خطيرة تمهد للإصابة بأمراض القلب.

 

وبيّن أن التدخين بنوعيه التقليدي والإلكتروني يمثل خطرًا داهمًا على صحة القلب، موضحًا أن النيكوتين والمواد السامة الأخرى تتسبب في تضيق الأوعية الدموية وتلف جدرانها الداخلية. وقال: “لا يوجد تدخين آمن، وكل نفس من السيجارة هو طعنة صغيرة في شريان القلب.”

 

وأشار، أيضًا إلى أن الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات المنبهة والمشروبات الكحولية يجهد القلب ويربك نظامه الكهربائي، مما يزيد من احتمال اضطراب ضرباته، مؤكدًا أن الاعتدال هو القاعدة الذهبية في كل شيء.

 

وتابع قائلًا، إن اضطرابات النوم من أكثر العوامل التي يغفل عنها الناس رغم خطورتها، فقلة النوم المزمنة ترفع ضغط الدم وتزيد من مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يجعل القلب في حالة إجهاد دائم. وأضاف: “من يضحي بنومه من أجل العمل أو السهر الطويل يدفع ثمنًا غاليًا من صحة قلبه.”

 

وأوضح، أن التوتر النفسي المستمر من أخطر ما يهدد سلامة القلب، إذ يؤدي إلى انقباض الشرايين وارتفاع ضغط الدم وتسارع النبض، مبينًا أن كثيرًا من حالات النوبات القلبية تُسجَّل بعد مواقف انفعالية شديدة. وأكد: “القلب لا يفرّق بين ألم عاطفي وآخر عضوي، فكل انفعال حادّ يُترجم إلى عبء إضافي عليه.”

 

وشدد الدكتور زمزمي على أهمية الموازنة بين العمل والراحة، والدعوة إلى إدخال ممارسات الاسترخاء في نمط الحياة اليومي، مثل المشي في الهواء الطلق، وممارسة التأمل، والابتعاد عن الضغوط غير الضرورية. وقال: “الهدوء ليس رفاهية، بل علاج وقائي للقلب.”

 

وفي تحليله لأسباب الانتشار المتزايد لأمراض القلب، أشار إلى أن التحول الحضري السريع والتغيرات في نمط المعيشة جعلا كثيرين يعتمدون على الأطعمة الجاهزة ويهملون الحركة البدنية، في الوقت الذي تزداد فيه معدلات السمنة والسكري وارتفاع الكوليسترول.

 

وأضاف، أن غياب الوعي الصحي يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات، حيث لا يدرك البعض علاقة السلوك اليومي البسيط مثل قلة شرب الماء أو الإفراط في تناول الملح بتأثيرها المباشر على صحة القلب.

 

وأوضح، أن ارتفاع ضغط الدم المزمن هو “القاتل الصامت” الذي يدمر الشرايين دون أعراض تُذكر، وأن عدم السيطرة عليه يؤدي إلى تضخم عضلة القلب وفشلها التدريجي. كما حذر من إهمال علاج السكري، مؤكدًا أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يُضعف جدران الأوعية الدموية ويزيد خطر انسدادها.

 

وأشار الدكتور زمزمي، إلى أن أمراض القلب لا تصيب الرجال وحدهم كما كان يُعتقد سابقًا، بل أصبحت النساء أيضًا عرضة لها، خاصة بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض الهرمونات الواقية مثل الإستروجين. وقال: “المرأة العربية اليوم تتحمل ضغوطًا كبيرة بين العمل والمنزل، وهذا يضعها في دائرة الخطر إن لم تهتم بصحتها القلبية.”

 

وتابع، أن النشاط البدني المنتظم لا يحتاج إلى مجهود كبير، فالمشي السريع لمدة نصف ساعة يوميًا كافٍ لتحسين الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب وخفض مستويات الكوليسترول الضار. وأكد أن التمارين ليست ترفًا بل علاجًا وقائيًا أساسيًا يجب الالتزام به مدى الحياة.

 

كما شدد، على أهمية الفحوص الوقائية، مثل قياس ضغط الدم بانتظام، وتحليل مستويات الدهون والسكر، وإجراء تخطيط للقلب كل فترة، خاصة لمن تجاوزوا الأربعين أو لديهم تاريخ عائلي للمرض. وأضاف: “الكشف المبكر لا يكلّف شيئًا مقارنة بتكلفة علاج النوبات القلبية أو جراحة القلب المفتوح.”

 

وفي تحذير واضح، قال الدكتور زمزمي، إن بعض المرضى يهملون تناول أدويتهم أو يوقفون العلاج دون استشارة الطبيب بمجرد تحسن الأعراض، وهذا تصرف خطير قد يؤدي إلى انتكاسات قاتلة. وأكد أن الالتزام بالعلاج والتعليمات الطبية هو الضمان الوحيد لاستقرار الحالة.

 

واختتم حديثه قائلًا: “إن القلب لا يُخطئ في إرسال إشاراته، لكننا نحن من نتجاهلها. ألم الصدر، ضيق النفس، الخفقان، أو حتى الإرهاق غير المبرر كلها رسائل استغاثة يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، وأدعو كل إنسان إلى أن يكون صديقًا لقلبه، فالحياة بلا قلب سليم لا تُحتمل. الاعتناء بالقلب ليس مهمة الأطباء فقط، بل مسؤولية تبدأ من داخل كل بيت.
[10:52, 24/10/2025] +966 56 544 5111: الكلية التقنية للبنات بالأحساء تختتم هاكاثون الحلول التقنية للأعمال بإعلان المشاريع الفائزة

الأحساء
زهير بن جمعة الغزال

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى