ناجى الشهابي يستنكر زيارة من سمّوا أنفسهم “أئمة أوروبا” للكيان الصهيوني: لقاءات العار لا تمثل الإسلام.. ونحيي موقف الأزهر الشريف وشيخه الجليل

كتب عبدالحميد صالح
أستنكر، بأشد العبارات، الزيارة المشؤومة التي قام بها من وصفوا أنفسهم بـ”أئمة أوروبا” إلى الكيان الصهيوني الغاصب، ولقاءهم بقيادة هذا الكيان الملطخة أيديهم بدماء الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء شعبنا الفلسطيني المظلوم، بينما ما زالت آلة الحرب الصهيونية تواصل جرائمها الوحشية ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة والضفة الغربية منذ ما يقرب من عامين، في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في تاريخ الإنسانية المعاصر.
إن من يدّعون تمثيل الإسلام ويقفـون أمام قادة هذا الكيان القاتل متحدثين عن “التعايش” و”الحوار بين الأديان”، لا يمثلون إلا أنفسهم، وقد تخلوا عن أبسط معاني الدين والإنسانية والأخلاق. فكيف يتحدثون عن السلام فوق ركام البيوت المدمرة، وجثث الأطفال المذبوحين، وصرخات الأمهات المنكوبات؟! وكيف يتحدثون عن الحوار مع من لا يعرف سوى لغة الدم والقتل والاحتلال؟
إن هؤلاء ليسوا علماء دين، بل أدوات مأجورة، ومسوّقون لسلام زائف يراد منه تزيين صورة كيان إرهابي دموي لا يؤمن إلا بالإبادة والهيمنة، ولا يعرف للحوار معنى، ولا للتعايش مبدأ.
ونُحيي في هذا السياق البيان القوي الصادر عن الأزهر الشريف في مصر، بقيادة شيخه الجليل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي أدان الزيارة بكل وضوح وسمّى المشاركين فيها بـ”الفئة الضالة التي لا تمثل الإسلام ولا المسلمين”، وحذّر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من الانخداع بهؤلاء المنافقين الذين باعوا ضمائرهم وتوشحوا زورًا برداء الدين.
كما نُثمّن كذلك موقف دار الإفتاء المصرية ومفتي الجمهورية الذي وصف الزيارة بـ”المنكرة”، واعتبرها مشهدًا شائنًا يراد به الترويج لحوار مزيّف فوق جثث الأبرياء.
نؤكد أن فلسطين ستظل قضيتنا الأولى، وأن القدس المحتلة ستظل في قلب كل مسلم حر، وأن الكيان الصهيوني المغتصب لن يُضفى عليه شرعية مهما زارَه المطبعون أو صافحَه المُدَّعون.