منوعات

مهرجان قرطاج الدولي ونجوى كرم: تونس تتنفس غراماً

أم السعد نصر

في ليلةٍ لا تشبه سواها، توهجت أضواء المسرح الأثري بقرطاج، وامتزج التاريخ بالموسيقى، حين اعتلت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم الركح العريق ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، في حفل استثنائي عبّر عن شغف جمهور ذواق، وفنانة تفيض حباً وحضوراً.

قرطاج، حيث تصعد الأصوات إلى السماء وتُخلّد اللحظات، كانت على موعد مع أمسية دافئة، امتدت من عمق الشرق إلى نبض المغرب العربي. بأناقتها وصوتها الجبلي، أهدت نجوى لجمهورها باقة من أنجح أغانيها مثل “ما في نوم”، “كده يا قلبي”، و”غرامك غرامك”، فاهتز المسرح، ورقصت الأرواح قبل الأجساد. فغنت ” قرطاج والبيرق علي” وأجمل أغنياتها التي رددها معها الجمهور التونسي والعربي الذي ملأ المُدرجات  ومنها : ، ” لو بس تعرف” ” عم بمزح معك

لم تكن نجوى كرم مجرد فنانة تزور تونس، بل كانت سفيرة للغناء العربي الأصيل، تحيي ذاكرة قرطاج التي طالما استقبلت عمالقة الفن، من أم كلثوم إلى فيروز. حضورها الطاغي، وتفاعلها العفوي مع الجمهور، حولا السهرة إلى مهرجان حب، عزّز الروابط الثقافية بين لبنان وتونس، ورسّخ موقع مهرجان قرطاج كأحد أرقى المحافل الفنية العربية.

نجوى لم تغنِّ فقط، بل عبّرت عن مشاعرها قائلة: “في تونس بحس حالي بين أهلي، وهيدي الأرض بتشبهني بمحبتها وكرمها وصوتها العالي.” كلماتها لامست القلوب، كما فعل صوتها الذي ملأ المكان دفئًا وعذوبة.
مهرجان قرطاج في نسخته هذه، لم يكتفِ بعرض فني، بل قدّم عرضًا إنسانيًا وثقافيًا، يعكس حاجة المجتمعات العربية إلى الفرح والجمال والتلاقي. ونجوى، بصوتها وصدقها، كانت الجسر بين النغمة والنبض، بين المسرح والجمهور، وبين الماضي والمستقبل.

تونس التي تتنفس غراماً، تثبت مرة أخرى أنها عاصمة للفن والحياة، وأن قرطاج ليس مجرد مسرح، بل ذاكرة تتجدد بصوت فنانة تعرف تمامًا كيف تزرع الحب في قلوب مستمعيها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى