محمد قناوي يكتب: في جدة السعودية ..”السينما حياة”

لقد أصبح مهرجان البحرالأحمرالسينمائي الدولي الذي تستضيفه مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية سنويًا، وأنطلقت دورته الثانية مساء أمس – الخميس-بمثابة منصة للاحتفاء بالسينما والتقاء الثقافات وتعميق الآفاق،بعد أن تعدى كونه مجرد مهرجان لمشاهدة الأفلام، وتواجد النجوم علي الرد كاربت ويحمل المهرجان في دورته الثانية شعار “السينما كل شيء”، ليبرز كملتقى سينمائي وثقافي ينبض بالحياة، فعلى مدار عشرة يحتضن المهرجان خلالها عاشقي السينما ورواة القصص وخبراء صناعة السينما من جميع أنحاء العالم
في دورة هذا العام، يطلق المهرجان برنامج الأفلام الثري الذي يمتد إلى 11 قسمًا، ليغطي أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية، من الكلاسيكيات الثمينة إلى أعمال الواقع المعزز والافتراضي، وهي”مسابقة البحر الأحمر للأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك، مسابقة الفيلم القصير،سينما السعودية الجديدة، روائع العالم،روائع عربية،اختيارات عالمية،السينما التفاعلية،كنوز البحر الأحمر،السينما العائلية، مسلسلات البحر الأحمر”.
منذ الدورة الأولي العام الماضي سعي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى تكريس صناعة السينما السعودية ودعم المواهب وصناعة دراما سعودية للمشاركة في المهرجانات الدولية، كما يهدف المهرجان إلى تعزيز صناعة السينما المتنامية في السعودية، سواء في صناعة الأفلام أو في استهلاكها في مجموعة كبيرة من دور السينما التي افتتحت عام 2018، وكانت النتيجة هذا العام مثمرة، فيشارك في مسابقة السينما السعودية الجديدة سبعة أفلام سعودية في عروضها العالمية وهي: فيلم “الخلاط +” للمخرج فهد العماري ،”عبد” للمخرج منصور أسد،و”سطار” للمخرج عبدالله العراك، و”بين الرمال” لصانع الأفلام السعودي محمد العطاوي، و”أغنية الغراب” أول فيلم للمخرج السعودي محمد السلمان، فيلم “شيابني هني” إنتاج مشترك بين السعودية والكويت من إخراج زياد الحسيني، ويُختتم المهرجان فعالياته بفيلم “طريق الوادي” للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد، كما أن المهرجان أصبح بمثابة بوابة إلى سوق السينما السعودية، ومبادر لدعم العاملين في صناعة السينما في السعودية.
قبل سنوات كان في المملكة مشاهدة فيلم على جهاز فيديو منزلي بمثابة حلم، فلم يكن فيها دارعرض سينمائي واحدة، اليوم أصبحت لها مهرجان سينمائي دولي وتنشئ صناعة سينمائية واعدة، فلم تعد السينما في السعودية مجرد فضاء للترفيه، بل هي أحد وجوه رؤية المملكة نحو مزيد من الإنفتاح الإجتماعي في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الراغب في صناعة سينمائية محلية، ومن المتوقع أن يصل عدد دور السينما بحلول عام 2030 إلى 350 داراً بـ2500 فيلم يعرض في عموم المملكة، وأن تصل قيمة الصناعة السينمائية إلى مليار دولار.. حقا المملكة العربية السعودية تتغير .