فن و ثقافةمنوعات

محمد قناوي يكتب :أفلام قصيرة بأفكار كبيرة في “البحر الأحمر السينمائي”

أهم ما يميز الفيلم القصير القدرة علي طرح فكرة موضوعه بسهولة ويسر في عدد قليل جدا من الدقائق،
ولذلك يتمكن من الوصول برسالته للجمهور بطيقة أسهل وأوضح ، وتهتم المهرجانات السينمائية بالإحتفاء
بالفيلم القصير تقيم له المسابقات وتمنحه الجوائز التي تدفع صُناعه علي الاستمرار في مشوارهم السينمائي،
وما يميز مسابقة الفيلم القصير في الدورة الثانية لمهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي التي تنطلق أول
ديسمبر القادم أن أفلامها تحمل رسائل وأفكاراً مبدعة من الشباب إلى العالم، وتحتفي اختيارات هذا
العام بعددا من القصص الجريئة والواقعية والإجتماعية والحياتية .
فنجد فيلم “الصبيّ الذي لا يبصر الجمال” لصانع الأفلام الهندي “سوراف ياداف” يصطحب المشاهدين مع
شاب يكابد عجزه عن إدراك الجمال في أي شيء من حوله، يقوده تفكيره إلى أن العجز عن إدراك الجمال،
يجعل كلّ شيئ جميلاً، ومع محاولاته الدؤوبة في استكشاف مفاهيم الحسن والبهاء، يصطحبنا في رحلة
خياليّة ممتعة ملئها الألوان والحيوية، ويطغى عليها التجريب والتفلّت من القيود السرديّة..وتلقي الكاتبة
والمخرجة التركية سيس جوردال في فيلمها”صيف هادئ” الضوء على قصّة”آدا”، المراهقة التركية البالغة
من العمر 17 ربيعًا والتي تواجه ضغوطًا اجتماعية وعائلية كبيرة، وتجد في فرصة الوقوع في الحبّ لأوّل
مرة خلال فصل الصيف متنفّسًا يعينها على العيش، إلا أن الظروف سرعان ما تعود لامتحانها عندما يصل
قريبها المتهوّر إلى المدينة.. ويوثّق المخرج الشاب”كاونغ سوان ثار”من ميانمار في فيلمه القصير”حُطام
دالا”،الجهد الشاق لمجموعة من العمال في مهمة جمع حطام القوارب المحفوفة بالمخاطر على نهر يانغون
في دالا، والذين يعملون ضمن ظروف قاسيّة تحت أشعة الشمس اللاهبة لقاء أبخس الأجور، في استعراضٍ
واقعي وجريء لهموم الطبقة العاملة ومشاقّها.. ويُظهرفيلم”شمعة فانغ” لرسام التحريك الصيني”يوفي ليو”،
مخاوفه من أحكام الناس عليه من خلال قلقه المستمرّ الذي يعزّزه إدمانه على القهوة. ويصحبنا صانع الفيلم
في رحلة عبر طفولته ليتوقف عند أربعة أحداث ساهمت في تشكيل مشاعره وكينونته ضمن فيلم عاطفيّ
وذاتيّ مميّز..ويتناول فيلم”توقف ليلي”لمخرج فيلم”زوجة حفار القبور”الصومالي المعروف خضر عيدروس
أحمد الذي عُرض لأول مرة العام الماضي في مهرجان كان ومهرجان البحر الأحمر ، قصة مراهق تتعطّل
دراجته في منطقة يعمها الهدوء والسكينة أثناء عودته إلى منزله ليلًا، إلا أنها سرعان ما تتبدد مع ظهور
مجموعة من الشخصيات الغامضة والمريبة.. أما فيلم “الثلج في سبتمبر”، للمخرجة المنغولية كاجفادولام
بوريف أوشير،فيتناول من خلال دراما جريئة قصة المراهق المنغولي “دوفكا” الذي يقيم في مبنى سكني
متهالك من الحقبة السوفيتية في أولانباتار،ويقابل امرأة أكبر سنا تغير منظوره إزاء العلاقات العاطفية
وتدفعه إلى إعادة اكتشاف نفسه من جديد..ويتناول فيلم “ينتهي الانقسام” لصانع الأفلام الإيراني الكندي”علي
رضا کاظمي بور”، قصة شابة وصديقها يحاولان الإفلات من شرطة الآداب بعدما ظنت خطأ أن الشاب
ذي الشعر الطويل “امرأة”، ففي دولة تعاقَب فيها الشابة لعدم ارتداء الحجاب، يتوصل الصديقان إلى طريقة
مبتكرة لمعاقبة الشرطة التي تسبب لهما المشاكل.. ويروي فيلم “الاقتحام” للإندونيسيّ إيدن جونجونج قصّة
زوجين يقرران نبش أحد القبور الجديدة لقطع أذن الميت بهدف البحث عن تعويذة تدفع عنهما الفقر وتجلب
لهما المال، وتطل هذه القصة على الواقع الإندونيسي الحديث حيث يشكل الفقر هاجسا حقيقيا يفقد الكثيرين
صوابهم.. أما فيلم “العاصفة” لصانعة الأفلام الصينية وندي تانغ، فيصورقصة ظلم مبنية على أحداثٍ حقيقية
تعود لمرحلة شباب المخرجة الصينيّة،ففي أحد أيام أواخر سبتمبر من عام 2008، تتعرض شاومين؛ وهي
رئيسة دفعتها الدراسية في حفل التخرّج من المرحلة الابتدائية، إلى اتهام من زملائها يحملها مسؤولية

المشاركة في إثارة الشغب خارج المدرسة.. كذلك فاز فيلم “خرير الماء” للمخرجة الصينية تشين جيانينغ
بجائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي الخامس والسبعين هذا العام. وتتناول
قصته اصطدام جرم سماويّ بالأرض يؤدّي إلى تصدّعات وكوارث بيئية تدفع أبناء قرية صغيرة تقع
بمحاذاة نهر إلى الفرار نحو الداخل،وقبل مغادرتها تقرّر”نيان”البحث عن صديقة طفولتها من أجل توديعها..
وتجري أحداث فيلم “تسوتسوي”، بتوقيع أمارتي أرمار، في إحدى بلدات غانا المحاطة بمكب نفايات تتدفّق
نفاياته نحو البحر، ويتناول قصة حزينة عن الشقيقين صوا وأوكاي اللذين يكافحان للتأقلم مع مأساة وفاة
شقيقهما الأكبر الذي غرق خلال رحلة صيد. ويؤكّد أوكاي أنّ روح شقيقه الذي تسكنه ذكراه ما زالت هائمة
في هذا العالم..ويحكي فيلم “حساء السلاحف” لصانع الأفلام والفنان البصري تشون من سنغافورة، قصة
إيلين التي يرفض زوجها السابق إفشاء خبايا العراك الذي شارك فيه ابنهما البالغ من العمر 8 سنوات داخل
المدرسة، وعندما تتواصل الأمّ مع ابنها مجددًا، تضطرّ إلى مواجهة ما خسرته كأمّ وكذلك صعوبة تقبّلها
وضعه العائلي الجديد.. وأخيرا فيلم “هل سيأتي والدي لرؤيتي؟” لمحمد بشير هراوي “مو هراوي”،
الصومالي المقيم في فيينا.، ويتناول الفيلم قصة شاب مدان بالإعدام، وفيما تطلع شرطية صومالية الشاب
على إجراءات القضاء الصومالي؛ يتساءل عن الجريمة التي أدين بها؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى