منوعات

“للبيت دور… وللحلم حضور”

كتب المستشار احمد ضياء عثمان

 

 

 

منذ بداية الخليقة والمرأة تشكل نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله حين تربي وتغرس وتُخرج رجالًا ونساءً يعمرون الأرض. ولعل من أعظم حقوقها التي منحها الله لها هو حقها في العمل، لا كرفاهية أو ترف، بل كحق أصيل لا ينتقص منه شيء، طالما التزمت بضوابط الدين وأحكامه.

 

أنا أؤمن أن عمل المرأة ليس عيبًا ولا حرامًا، بل بالعكس، أنا مع عمل المرأة كلما راعت ربها، وخافت أن تقع في الحرام، وكانت ملتزمة بتعاليم الإسلام. ولا أقبل أبدًا النظرة الدونية التي يرددها البعض بأن مكان المرأة فقط في المطبخ، فهذا ظلم عظيم، وتقليل من قدر من كانت سببًا في وجودنا وتربيتنا ونجاحنا.

صحيح أن الوظيفة الأساسية للمرأة هي التربية، فهي تبني أجيالًا أقوياء، واعين، متعلمين، ولكن ذلك لا يعني أبدًا أن نغلق الأبواب أمام طموحاتها وأحلامها. من حقها أن يكون لها مستقبل تسعى إليه، وأهداف تحققها، كما للرجل تمامًا.

 

 

*عملٌ بشرف، وأمومةٌ بشغف*

وسأوضح نقطة شديدة الأهمية، خاصة للفتيات:

العمل ليس أمرًا خاطئًا في ذاته، بل هو حق ومجال لتحقيق الذات والمساهمة في بناء المجتمع.

ولكن، إذا كان هذا العمل سيؤثر سلبًا على بيتها، أو على زوجها، أو على أبنائها، فعليها أن تعيد النظر وتفكّر جيدًا، لأن بيتها أولى وأهم بكثير.

 

وظيفتها في أي مجال قد يستطيع غيرها أن يؤديها، بل وربما يبرع فيها أكثر منها،

لكن دورها كأم؟ لا أحد يستطيع أن يعوّضه، ولا أن يؤديه مثلها.

 

فالأمومة ليست مجرد دور يُؤدى…

بل هي أعظم مهنة في الوجود، وأشرف رسالة يمكن أن تُحمَل.

أن تربي جيلًا صالحًا، نافعًا لنفسه ولوطنه، وتتركي أثرًا طيبًا في الحياة

ذلك عمل لا يُقدّر بثمن، ولا يُقارن بأي وظيفة أخرى مهما كانت.

فالأسرة هي نواة المجتمع،

والأم… هي قلب الأسرة النابض بالحياة.

 

 

*شريكة عمر… لا أسيرة أمر*

أما من يشتكي من “منافسة النساء” في سوق العمل، فأقول له: إن كنت كفؤًا، فلن يزاحمك أحد. وإن كنت ضعيفًا، فلا تُلقِ بفشلك على النساء. بل الأدهى أن هناك من النساء من تُجبر على العمل، لا حبًا فيه، بل اضطرارًا، لأن الزوج تقاعس عن دوره، أو فرض عليها المشاركة في الإنفاق، رغم أن القوامة والإنفاق من صميم واجب الرجل.

 

وهناك نوع من الأسر يعمل فيها الزوجان معًا، لا صراع بينهما، بل شراكة حقيقية في مواجهة الحياة، وهذا نموذج إنساني رائع يستحق التقدير.

 

أما عن نفسي، فأنا أريد زوجتي أن تكون مثقفة، متعلمة، ناضجة، واعية، قادرة على تحمل المسؤولية. وإن رغبت في العمل، فلا مانع لديّ، بل سأدعمها، بشرط أن تلتزم ببعض الحدود المنطقية التي تضمن لي الراحة النفسية والغيرة المحمودة. وإن لم ترد العمل، فالبيت أولى بها، وراحتها فوق كل شيء، وأنا، كرجل، مسؤول عن الإنفاق، ورب الأسرة.

 

والمفارقة العجيبة أن من يهاجم عمل المرأة، تجده يلهث ويبحث خلف طبيبة لعلاج زوجته، أو بائعة ملابس، أو صيدلانية، أو حتى كوافيرة. ثم يتحدث ضد عمل المرأة! أي تناقض هذا؟! أتريد من المرأة أن تكون موجودة لخدمت زوجتك فقط ومن ثم تمسك هاتفك الذي بلا فائده وتعلي بصوتك وهتافات فارغه انك ضدد عمل المراة؟!

 

كما ان للمرة الحق ف التعليم والعمل واختيار الزوج والطلاق والتملك والتصرف في مالها الخاص والميراث والنفقه والخصوصيه وان تعامل بكرامه وتشعر بالامان

كما ان من واجباتها

أن تراعي ربها في عملها، في زوجها، وفي أبنائها إن كانت أمًّا.

 

أن تغرس في أبنائها القيم الأخلاقية، فالأم مدرسة.

 

أن توازن بين حياتها العملية ومسؤولياتها الأسرية.

 

أن تحترم مبادئ المجتمع وتلتزم بالقيم الأخلاقية التي تحفظ توازن المجتمع.

 

الحقوق لا تكتمل إلا بواجبات، والمجتمع لا ينهض إلا بتكامل الرجل والمرأة في احترام، عدل، وتقدير.

 

أنا ايضا رجل شديد الغيرة، وأؤمن بالتدرج الشرعي في الطب وغيره، فإن توفرت طبيبة مسلمة، فلا داعي للذهاب إلى رجل، وإن لم تتوفر، فمسيحية، ثم مسلم، ثم غير ذلك، حسب الضرورة.

لذالك انا مع عمل المراه وتعليمها وتثيفها وجعلها امراة مسلمه مثقفة واعيه تخاف الله وتخشاه

ولذلك، فإن من شروط عملي لزوجتي:

 

أن يكون الحديث مع الرجال في حدود العمل فقط

 

دون خوض في المزاح أو الأحاديث الجانبية

 

عدم الجلوس معهم خارج الضرورة

 

عدم الاحتفاظ بأرقامهم أو التواصل خارج العمل

 

عدم الاختلاط المبالغ فيه

 

أما عن أسباب دفاعي عن المرأة وحقها في العمل، فهي كثيرة:

 

لأن الإسلام لم يمنعها من العمل، بل كانت السيدة خديجة –رضي الله عنها– تاجرة عاقلة ناجحة

 

لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصانا و قال: “رفقًا بالقوارير”

 

ولأن الرجل الكريم يكرم المرأة، واللئيم يهينها فانا يجب علي ان اكون سندنا صالحا لزوجتي ومصدر تشجيع ودعم لها بجانبها في ضعفها وقوتها ولا استخدم ضعفها ضددها ابدا

لأن من حقها أن تحقق ذاتها دون أن تتوقف حياتها على رجل ماذا ان توفاني الله اذا تطلقت اذا مات اهلها ماذا تفعل تسير ف الطرقات لجمع المال ام تتجه للاعمال المشبوهه يجيب عليكم ايتها الفتيات ان تهتمو بتعليمكم وثقافتكم ودينكم

 

ولأنني أؤمن أن بناتي، بإذن الله، سيكون لهن شأن، إن تمسكن بدينهن، وامتلكن العلم، واستوعبن رسالتهن في الحياة

 

في النهاية *هي ليست ندًّا… بل سندً*

المرأة ليست نِدًّا للرجل، بل هي شريكة حياة، نصف المجتمع، وعقله، وروحه، فلا تنجح أمة دون تمكينها، واحترامها، ودعمها، ومنحها الفرصة لتكون كما أرادها الله عفيفة، حرة، ناجحة، وقوية.

 

بقلم: احمد ضياء عثمان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى