لأول مرة محمد الناصر يكشف كل التفاصيل التي حدثت يوم الخميس الأسود 27 جوان 2019…

أصدر الرئيس السابق محمد الناصر كتابه بعنوان “جمهوريتان…تونس واحدة” و قدم فيه شهادات تاريخية عن كل ما عاشه من أحداث داخل الدولة طيلة حياته…
و تطرق محمد الناصر في كتابه إلى كل تفاصيل ما حدث في الكواليس يوم الخميس الأسود… يروي محمد الناصر أنه كان وقتها يخضح لفترة علاج و راحة لمدة أسبوع بعد تعرضه لوعكة صحية و قد أوكل مهمة تسيير مجلس النواب إلى نائبه عبد الفتاح مورو…ي
يقول محمد الناصر يوم 27 جوان 2019 وصلتني إرسالية من وزير الدفاع وقتها عبد الكريم الزبيدي يخبره أنه وقع نقل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى المستشفى العسكري في وضعية صحية حرجة… بعدها أعلمه عون الأمن الرئاسي المكلف بحمايته أنه وقعت عملية إرهابية في قلب العاصمة في شارع الحبيب بورقيبة…
يتابع محمد الناصر شهادته و يقول انه بعدها بالضبط إتصل به مدير ديوانه ليعلمه أنه لاحظ تحركات مريبة و غريبة في أروقة مجلس النواب و خاصة تجمع غير مسبوق لنواب المعبد الازرق و حزب تحيا تونس امام مكتب المجلس… بعدها عاود وزير الدفاع الإتصال بي و أخبرني أنه يجب عليا الإسراع بالمجيء لمجلس النواب… يقول محمد الناصر فهمت ان شيئا ما غير عادي يحصل في العاصمة عندها قمت مسرعا و تحاملت على نفسي و جهزت نفسي للذهاب للعاصمة…يتابع محمد الناصر الاحداث و يقول: في الطريق إلى العاصمة
إتصل بي عبد الفتاح مورو (و كان لا يعلم أنني قادم…) و اخبرني أن أغلبية النواب قرروا عقد جلسة عامة خارقة للعادة… و لم يخبرني من هم النواب و لا لماذا ستعقد الجلسة العامة… عندها أعلمته بكل حزم أنني في الطريق نحو العاصمة و أن لا يفعل شيئا قبل قدومي “ما يصير شي كان ما مجي أنا”
…بعدها يقول محمد الناصر ان وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي أخبره أن النواب المجتمعين من المعبد الازرق و تحيا تونس خططوا لعقد جلسة عامة إستثنائية لإعلان الشغور الوقتي في منصب رئيس الجمهورية و إعلان تطبيق الفصل 84 من الدستور و بذلك يصبح رئيس الحكومة يوسف الشاهد رئيسا للجمهورية بدعم من المعبد الازرق… و أخبرني ان الرئيس الباجي قائد السبسي تجاوز مرحلة الخطر و إستقرت حالته الصحية و طلب مني أن أخبر النواب بذلك و ان أبلغهم تحيات رئيس الجمهورية…يتابع محمد الناصر الأحداث و يقول: عندما وصلت لمجلس النواب وجدت تجمعا غير مسبوق لنواب المعبد الازرق و حزب تحيا تونس امام مكتب رئيس المجلس و أغلبيتهم يمسكون نسخة من الدستور… و عندما وصلت اول شيء لاحظته هو إستغرابهم من رؤيتي بحالة صحية جيدة و فهمت أنهم كانوا لا ينتظرون قدومي… و لاحظت على بعضهم علامات الإنزعاج من حضوري… عندها تيقنت أنهم كانوا يخططون لشيء ما بإستعمال الدستور…
يتابع محمد الناصر قوله: توجهت إليهم و صافحتهم واحدا واحدا و تظاهرت بأنني لا اعلم سبب تجمعهم أمام مكتب المجلس و شكرتهم على حسن إستقبالهم لي… و أبلغتهم تحيات رئيس الجمهورية و أنه بدأ يتعافى و ان كل شيء على ما يرام… و فشل المخطط الذي كانوا ينوون القيام به
كتاب محمد الناصر “جمهوريتان…تونس واحدة” سيكون مرجع تاريخي مهم لما حدث في تونس…