منوعات

في “كتاب المدينة”.. اللعبُ بوَّابةٌ للتّعلُّم والتَّفكير الإبداعيّ

المدينة المنوّرة –زهير بن جمعه الغزال

أكَّدت الأستاذةُ منيرة القحطاني أنَّ اللعبَ مدخلٌ فعّالٌ للتّعلُّم وتشكيلِ الوعي في مرحلة الطُّفولة، مبيِّنةً أنَّ تعليم الأطفال يمنحُهم فرصةً لفهم العالم بطريقةٍ أكثرَ حيويّة وعمقًا، دون أن يشعروا أنهم في درسٍ أو اختبار.
جاء ذلك خلالَ ورشةِ عملٍ نظّمها معرضُ المدينة المنوَّرة للكتاب 2025 بعنوان “اللعب بوَّابة التّعلّم.. كيف نُعلّم الأطفالَ دون أن يشعروا؟”، ضمن سلسلةٍ من الفعاليّات التّفاعليّة التي تستهدفُ دعمَ الأسرة، وتعزيز مفاهيمِ التّعلُّم البديل في بيئة ثقافيَّةٍ منفتحةٍ على التَّجربة والاكتشاف.
وتناولتْ “القحطاني” في الورشة البُعدَ التّربويَّ العميق للَّعب، مؤكِّدةً أنَّه يُسهم في تطوُّر الطّفل على المستويات الجسديَّة والمعرفيّة والاجتماعيَّة والعاطفيَّة، كما يُعزِّز قدراته على حلِّ المشكلات، والتّفكير النَّقدي، وتنمية المهارات الإبداعيّة. موضحةً أنَّ اللعب يعيدُ تعريفَ التّعليم ليصبح ممتعًا ومتجدّدًا.
واستعرضت الورشةُ أساليبَ حديثةً في توظيف الألعابِ التّفاعليّة، وتطرّقت إلى أنَّ اللعب يمكن أن يكون أداةً لإثارة الفضول العلميّ، وتعزيزِ التَّواصل والعمل الجماعيّ، وتحريرِ الطفل من قوالب التَّلقين.
وعرضت “القحطاني” أنواعًا متعدّدة من الألعاب التي يمكن توظيفها في التَّعليم، مثل الألعاب الحركيّة التي تنمّي الإدراكَ الحسّيَّ والتّآزر الحركيّ. والألعاب الجماعيَّة التي تعلّم مفاهيم التَّعاون، والتَّفاوض، والقيادة. وألعاب البناء والتَّصميم التي تفتح آفاقَ التَّفكير البصريّ والهندسي. ولعب الأدوار الذي يساعدُ الطّفل على التَّعبير عن مشاعرِه، وفهم أدوارِ المجتمع من حوله.
وفي تطبيقِ عمليٍّ لما طرحته، قدّمت المتحدثةُ الرّئيسة في الورشة قصةً تفاعليَّةً تعليميَّةً، ثم فتحتْ بابَ النّقاش مع الحضور، لتُبيّن كيفَ يمكنُ للقصَّة أنْ تتحوّل إلى أداةِ للتَّفكير والتّحليل، وليس مجرّدَ حكايةٍ عابرة.
ويأتي هذا النَّشاطُ ضمن باقةٍ من ورش العملِ النّوعيَّة في المعرض، يُحييها شبّانٌ وشابّاتٌ سعوديّون متخصّصون في مجالاتِ التَّعليم والثَّقافة، في تأكيدٍ على أنَّ الجيل الجديدَ يملك أدواتِ التّأثير، ويشاركُ بفعاليّة في رسم ملامحِ الوعي التّربويّ الحديث.
يُذكر أنّ معرض المدينة المنوّرة للكتاب 2025 يواصل فعاليّاته يوميًّا من السّاعة الثانية ظهرًا حتى الثانية عشرة منتصف الليل، حتى الرابع من أغسطس الجاري، ويقدِّم برنامجًا تفاعليًّا يدمج بين الثَّقافة، والتَّعلّم، والتَّرفيه، في بيئةٍ تحتفي بالمعرفة وتمنحُ الطِّفل موقعًا مركزيًّا في الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى