
شمس اليوم – قسم التقارير والتحليلات
رغم الحروب المتكررة والحصار الخانق، ما زالت غزة تحمل في قلبها حلمًا لا ينطفئ: أن تتحول إلى مدينة سلام وابتكار ذكي في قلب الشرق الأوسط.
فبين الركام والألم، تتشكل رؤية جديدة لمستقبلٍ تُبنى فيه المدن بالإرادة والعقول، لا بالإسمنت وحده.
🔹 من الدمار إلى الإصرار
على مدى سنوات طويلة، شهدت غزة دمارًا هائلًا طال كل زاوية فيها، لكن كل حرب كانت تُنبت معها روحًا جديدة من التحدي.
فاليوم، لا يتحدث شباب غزة عن البقاء فقط، بل عن التحول الرقمي والطاقة المتجددة والابتكار.
مشروعات ناشئة، مبادرات شبابية، وأفكار تكنولوجية وبيئية بدأت تشق طريقها رغم قلة الإمكانات.
🔹 الذكاء في قلب المعاناة
المدينة الذكية في المفهوم الحديث ليست مجرد شوارع مضاءة بالأنظمة الذكية أو مبانٍ عالية التقنية، بل هي قدرة المجتمع على استخدام التكنولوجيا لتحسين الحياة رغم الصعوبات.
وفي هذا السياق، تُعد غزة نموذجًا فريدًا لما يمكن تسميته بـ الذكاء في الصمود.
من أبرز ملامح هذا التحول:
-
توسع استخدام الطاقة الشمسية للتغلب على أزمة الكهرباء.
-
تطور منصات التعليم والعمل عن بُعد رغم ضعف الإنترنت.
-
مبادرات رقمنة الخدمات العامة في قطاعات الصحة والبلديات والتعليم.
-
إنشاء حاضنات ابتكار صغيرة يقودها شباب فلسطينيون يطمحون للمستقبل.
🔹 التكنولوجيا طريقٌ نحو السلام
في مناطق النزاع، يمكن للتحول الرقمي أن يكون جسرًا نحو السلام أكثر مما هو رفاهية تقنية.
فالمدن الذكية تعزز الشفافية والمساءلة، وتُقرب المواطن من المؤسسات، وتخلق بيئة للتعاون بدل الانقسام.
وفي غزة، يُنظر إلى مشروع “المدينة الذكية” كخطوة نحو السلام المستدام والسيادة الرقمية، لا مجرد تطوير عمراني.
🔹 رؤية فلسطينية بديلة
تحويل غزة إلى مدينة ذكية يتطلب شراكات واستثمارات ورؤية وطنية واضحة.
الخبراء يرون أن النجاح ممكن إذا تم التركيز على:
-
دعم التعليم التقني وريادة الأعمال.
-
الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والطاقة الخضراء.
-
تمكين الشباب والنساء في مجالات الابتكار.
-
تعزيز التعاون الدولي وتمويل مشاريع “الإعمار الذكي” بدل الإعمار التقليدي.
🔹 غزة… نموذج عربي محتمل
تجارب سابقة في رواندا وسنغافورة أظهرت أن التكنولوجيا يمكن أن تكون طريقًا للتعافي بعد الحروب.
واليوم، تمتلك غزة المقومات البشرية والعزيمة لتقدم نموذجًا عربيًا ملهِمًا لمدينة تنبض بالحياة رغم كل التحديات.
فهي لا تسعى لأن تُعرف كمنطقة نزاع، بل كـ عاصمة للسلام ومختبر للمستقبل.
🔸 تصريح خبير
يقول الفلسطيني جبر فياض،
“غزة تمتلك كل مقومات التحول الذكي: الإنسان المبدع، والطاقة المتجددة، والإرادة الصلبة.
ما تحتاجه فقط هو بيئة سياسية مستقرة ودعم دولي جاد لتتحول من مدينة محاصرة إلى منصة للإبداع والتقنية في الشرق الأوسط.”
غزة ليست مدينة محطمة، بل مدينة تحلم وتبني رغم القيود.
فيها عقول تصمم وتبتكر، وشباب يحوّلون الألم إلى أمل.
ومع الدعم الدولي والرؤية الوطنية والإرادة الشعبية، يمكن أن تولد من بين الركام غزة الجديدة — مدينة السلام، والذكاء، والمستقبل.