“عبدالله محمد رزوق” قصة نجاح

في مدينةٍ تنبض بالتاريخ مثل حلب، وُلد عبدالله محمد رزوق عام 1986، حاملاً في قلبه شغفًا لا يهدأ بالعلم والعمل وخدمة الناس. لم يكن مجرد طالب علم، بل كان منذ بداياته يؤمن أن الإدارة الحقيقية لا تُبنى خلف المكاتب، بل تبدأ من نبض الشارع.
حصل رزوق على إجازة في الاقتصاد والتجارة ثم دبلوما في العلوم السياسية، ولم يتوقف عند ذلك، بل انطلق في رحلة معرفية واسعة، شارك خلالها في عشرات الدورات المتخصصة في الدبلوماسية، الاقتصاد الإسلامي، القيادة، والتنظيم المجتمعي، بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل أكاديمية آفاد، و T.R.E.M International، والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
بدأ مسيرته المهنية من أرض الواقع، في شركات مثل بادنجكي للأدوات المنزلية وأنابيب الشمال، وأسهم في تأسيس ميزانيات لأكثر من ٣٠٠ شركة محلية وإقليمية، واضعًا بذلك حجر الأساس لخبرة عملية متينة في عالم التجارة والإدارة. ثم انتقل إلى تركيا، حيث تقلّد مناصب عليا كمدير مالي وتنفيذي في شركات كبرى مثل بيره جكلي أوغلو وشهبا تكس، وأدار عمليات مالية في الأردن ومناطق متعددة في تركيا، مؤكدًا حضوره كمستشار فاعل في حل النزاعات التجارية، وجسرًا بين الشركات ومجتمعات الأعمال.
لكن رزوق لم يكتف بالنجاح المهني، بل آمن أن المعرفة لا تكتمل إلا بالعطاء. فكان من الأعضاء المؤسسين للمجمع التربوي في الشمال السوري، حرصًا على تعليم أبناء المنطقة، وعمل في الرقابة والتفتيش، وقدم دورات مجانية في الاقتصاد والمحاسبة دعمًا للشباب. كما شارك في تنظيم مؤتمرات وندوات عبر الإنترنت حول أهمية البرامج المحاسبية، وكان له حضور مميز في مؤتمر حقوق الشباب بالتعاون مع المركز الخليجي للمعلومات والوثائق.
على الصعيد المحلي، لم تغب عنه قيم المجتمع، فكان حريصا على لقاء الشخصيات الدينية والفعاليات المدنية، مؤمنا بأن الإدارة لا يجب أن تكون معزولة عن الناس، بل متجذّرة فيهم.
اليوم، لا يُنظر إلى عبدالله محمد رزوق كإداري ناجح فحسب، بل كشخصية مدنية تؤمن بالإصلاح من الداخل، وتُجيد القيادة بالهدوء لا بالصخب، وبالمعرفة لا بالشعارات. وفي حلب، حيث يلتقي الصبر بالأمل، تظل أمثاله منارات هادئة، تُضيء الطريق لمن يؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ من التواضع، والإصغاء، والبناء.