منوعات

عايدة إيمانقلييفا… رائدة الاستشراق الأذربيجاني وإحدى أبرز الشخصيات الثقافية في القرن العشرين

 

يوافق العاشر من أكتوبر يوم ميلاد العالمة المرموقة والأستاذة والناقدة والمترجمة عايدة إيمانقلييفا، التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الاستشراق العالمي.

وُلدت عايدة ناصر قیزی إيمانقلييفا عام 1939 في مدينة باكو وسط أسرة مثقفة. فهي ابنة الصحفي البارز والمربي وعامل العلوم المكرم ناصر إيمانقلييف، أحد رواد الصحافة الأذربيجانية ورئيس تحرير صحيفتي “باكي” و”باكو”.

 

أنهت تعليمها الثانوي في مدرسة رقم 132 في باكو عام 1957 بامتياز وحصلت على الميدالية الذهبية، ثم التحقت بقسم اللغة العربية بكلية الاستشراق في جامعة الدولة الأذربيجانية (جامعة باكو الحكومية حاليًا).

بعد تخرجها عام 1962، بدأت مسيرتها العلمية في قسم تاريخ الأدب لشعوب الشرق الأوسط في نفس الجامعة، ثم واصلت دراساتها العليا في معهد شعوب آسيا التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي آنذاك.

 

في عام 1966، ناقشت أطروحتها لنيل درجة المرشح في العلوم، وبعد ذلك التحقت بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأذربيجانية، حيث تدرجت في المناصب العلمية من باحثة شابة إلى رئيسة قسم ثم نائبة للمدير للشؤون العلمية، وصولًا إلى منصب مديرة المعهد.

 

عام 1989 دافعت عن أطروحتها للدكتوراه في تبليسي، وحصلت بعدها بفترة قصيرة على لقب أستاذة.

ألّفت عايدة إيمانقلييفا ثلاثة كتب أساسية: ميخائيل نعيمة و”رابطة الأقلام”, جبران خليل جبران, ورواد الأدب العربي الحديث، بالإضافة إلى أكثر من سبعين بحثًا ومقالة علمية، وكانت أيضًا محررة لعدد من الأعمال في مجال فقه اللغة الشرقية.

 

ترأست مجلس الدفاع العلمي في معهد الاستشراق، وأسهمت في تخريج نخبة من الباحثين في الأدب العربي.

ساهمت بشكل كبير في تطوير الدراسات العربية في أذربيجان، حيث تم خلال فترة إدارتها مناقشة أكثر من عشر رسائل مرشح في هذا التخصص.

 

كما كانت عضوًا في هيئة رئاسة جمعية المستشرقين ومجلس التنسيق لدراسة الآداب الشرقية، وأدت دورًا بارزًا في التدريس بجامعة الدولة الأذربيجانية، وألقت محاضرات في فقه اللغة العربية.

شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية حول قضايا الشرق في مدن مثل موسكو، باكو، دوشنبه، هامبورغ، كييف، سانت بطرسبرغ، بولتافا، وتبليسي.

 

انضمت إلى اتحاد الكتّاب الأذربيجانيين عام 1981، ونالت درجة الدكتوراه في العلوم الفيلولوجية عام 1987.

تزوجت من العالم عارف باشاييف، وهي والدة مهربان علييفا، النائبة الأولى لرئيس جمهورية أذربيجان، ونرجس باشاييفا، مديرة فرع جامعة موسكو الحكومية في باكو.

 

رحلت الأستاذة الكبيرة عايدة إيمانقلييفا عن الحياة في 19 سبتمبر 1992 في مدينة باكو، تاركة إرثًا علميًا وإنسانيًا خالدًا في ذاكرة الثقافة الأذربيجانية والعربية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى