عادل كعنيش : “مشاكل تونس لا تحل الا بإقامة حوار وطني بين كل الاطراف”

الحزب الدستورى اعيد واكرر انه كان عبر تاريخه اقرب لجبهة التحرير منه للحزب السياسي فقد ضم مناضلين من مختلف الاطياف فمنهم العروبيون والاسلاميون والنقابيون واليساريون والحداثيون بعد الاستقلال تراجع دور العروبيين والاسلاميين واصبح الحزب فى غالبيته يتكون من نقابيين وحداثيين
وذلك نتيجة الخلاف الذى جد بين بورقيبة وبن يوسف الذى وجد مساندة من عبدالناصر فتراجع بورقيبة عن حماسه للعمل العربى المشترك وزاد خطاب اريحة فى 1965 فى احداث القطيعة بين بورقيبة والقوميين فانتهجت البلاد سياسة بعيدة نسبيا عن ساءر البلاد العربية كانت لها ايجابياتها وسلبياتها
اما بعد السابع من نوفمبر فقد سعت قيادة التجمع الى توسيع القاعدة الحزبية واقتحمت اسوار الجامعة بعد عزلة استمرت اكثر من عقد وتم اسناد بعض الحقائب الوزارية لشخصيات من اليسار فاصبح التجمع خليطا من الدستوريين واليساريين اللذين سعوا الى ازاحة الدستوريين وكانوا من المشجعين على اعتماد الحل الامنى حتى لا يحصل بتونس حسب رايهم ما حصل بالجزاءر وبدات هذه المقاربة تتعمق منذ احداث باب سويقة
لا يمكن ان نقول ان الدستوريين شكلوا عبر تاريخهم الطويل تيارا متجانسا بل هنالك عدة حساسيات كانت داخله ساهمت فى اثراء العمل السياسي وكان هنالك صراع داخلى يقوى ويتراجع فى بعض الحالات وقد انعكس هذا التباين فى الروى على الوضع الحالى بعد قيام الثروة فليس هنالك مجموعة انتسبت للتجمع يمكنها ان تمثل كل من انتمى اليه فى السنوات الاخيرة قبل سقوط النظام .
لذلك فانه لا غرابة ان يكون هنالك تباين فى مواقف الدستوريين بين من ينادى بالتوافق وبين من يدفع نحو المواجهة التى ندرك عواقبها الوخيمة
الثابت ان الدستورى الاصيل متجذر فى هويته يملك جملة من الثوابت فهو حريص على الوحدة الوطنية ، يرفض الاستقواء بالاجنبي ،هادىء الطبع، لا يحبذ لغة الانتقام والتشفي ،ميال للحوار ،ينبذ العنف اللفظي والمادى ويسعى داءما الى الاجتهاد والتحديث فى اطار الملاءمة بين مقتضيات العصر و عناصر الهوية وفوق كل ذلك فهو يقدم الاهم عن المهم
فى كلمة واحدة ان غالبية الدستوريين متالمون لما وصل اليه الوضع فى بلادنا وهم من اكبر مناصرى المصالحة الوطنية الشاملة ويؤمنون ان مشاكل تونس لا تحل الا باقامة حوار وطنى بين كل الاطراف
اما دعوات الاعتصام وحل البرلمان واقرار الفصل 80 فانها دعوات غير مسؤولة كما ان مطالبة البعض بالبيان رقم واحد ينم عن جهل بالتاريخ فالانظمة العسكرية هى اسوا الانظمة على الاطلاق لانها تودى الى انهيار كل المكتسبات التى تحققت على صعيد الحريات وحقوق الانسان
اطلب من كل الاخوة ان يتعاملوا مع الاوضاع الحالية بروح المسوولية كما اناشد الحكومة ان تهتم اكثر ما يمكن باوضاع المواطن التى ساءت الى حد كبير امام ارتفاع الاسعار الجنونى
تاكدوا ان الحلول موجودة لكن الايادى المرتعشة لا تحقق الاصلاحات ونحن نطالب الحكومة بان تكون اكثر ثباتا وحزما فى مواقفها هذا وان الدستوريين يضعون كل امكانياتهم وطاقاتهم لاعانتها ودعمها سواء على الصعيد الوطنى او الجهوى وهم لا يطلبون اى مقابل عن ذلك بل هدفهم انقاذ وطنهم العزيز وحماية دولتهم من السقوط لابعاد شبح كل المخاطر
فانهم يوكدون على الحكومة ضرورة الاهتمام بمعيشة المواطن ومشاغله اليومية حتى لا يتملكه الياس فيدفع نحو خيارات كارثية لاقدر اللهننتظر مواقف واجراءات سريعة لصالح المواطن وندفع بخبراتنا لتقديم النصح فى كل المجالات.
اما من اختار من التجمعيين اسلوب المواجهة والتصعيد فنقول له ان هذا الاسلوب يضر ولا ينفع والتاريخ هو كفيل بان يوضح الخط الصحيح اتمنى ان تسود لغة الحوار والمنطق وان نجد الحل فى التوافق بعيدا عن منطق المواجهة والتصعيد