منوعات
طفلة ناعمة بريئة

بقلم غزل احمد المدادحة
سألته ذات يوم:
ماذا تعرف عن تلك الفتاة؟
ابتسم وقال:
هي الضوء حين تبتسم،
وعيناها لغتان… بل كل اللغات.
صوتها مقطوعة موسيقية
تعبر القلب دون استئذان.
تمشي بهيبة لا تُستعار،
لا تشبه أحدًا من النساء،
وشعرها ليلٌ
تعلّقَت في سواده نجومٌ بعيدة.
إذا غضبت
هبّت في المكان أعاصير،
وإذا رضيت
صارت سنبلةً
تملأ الأرض خيرًا وطمأنينة.
أما عطرها…
فذاكرة،
تسكنك ولا تشبه شيئًا في هذا الكون.
هي ذكية،
فيها جنونٌ محسوب،
رِقّة لا تنكسر،
وصلابة لا تؤذي.
تُقدّر من يُقدّرها،
وتبتعد عمّن لا يفهم اتزانها.
أنثى مختلفة،
طفلة ناعمة بريئة،
ونظرتها أبعد من عمرها.
فتاة أكبر من سنّها،
تعيش كل الأعمار دون أن تضيع.
إذا بكت
لا تبكي ضعفًا،
بل حزنًا على شيءٍ مرّ بقربها
ولم يكن يليق بها.
هي البنت… أمّ نفسها،
تكتب بين السطور
حكايات لا يفهمها
إلا من غاص في أعماق دفترها.
وكلما كبرت
أصبحت امرأةً ناضجة،
حضورًا يُسأل عنه،
ولا يُفسَّر.
أيّ فتاة هذه؟
خُلِقت لتكون كونًا،
يكتب للتاريخ زمنه،
وقصيدة
يحتار فيها الشعراء.
راقبت الجميع من بعيد،
بناتٍ وأولادًا،
ثم عادت مرهقة…
لأنها لم تجد من يشبه أفكارها.
لم تكن يومًا مراهِقة،
ولم تسعَ لما يُرضي الآخرين،
لم تبحث عن فارس الأحلام،
لأن عالمها
بحثٌ من نوعٍ آخر.
هي واقعية حدّ الاختلاف،
لا تشبه الصور،
ولا تعيش في القصائد…
لكنها تصنعها.










