رمضان المصاعب و الدولة الغائبة

غالبا ما تكون لشهر رمضان خصوصيته التي تميزه عن بقية أيام السنة. ذلك أن الصيام ليس شعيرة عادية بل هي أكثر أركان الإسلام ارتباطا بالقيم الإجتماعية من خلال ما تمثله من حث على الصبر و الترفع عن الاهواء و من دعوة صريحة للتفكير في الآخرين.
و لا شك أن أغلب التونسيين و التونسيات يستحضرون هذه القيم و الإشارات و هو ما يبرز في المبادرات المواطنية و الجمعيات لمساعدة المحتاجين و لكن هذه الاعتبارات لا تبدو حاضرة بقوة لدى القائمين على الشأن العام.
ذلك أن الصراع العبثي بين ” الرئاسات الثلاث” يزداد حدة و يبدو أن كل ” رئيس ” قد أصبح أكثر حرصا على التمسك بموقفه مع ما يمثله ذلك من تفكك أوصال الدولة و من تغييب لكل ما من شأنه أن يمثل الترفع عن صغائر الأمور و تغليب المصلحة العامة.
و تجاوز الأمر ذلك إلى ما يشبه نشر الكراهية بين ” الرؤساء الثلاث ” و التي أخذت تتسرب إلى الرأي العام مع ما في ذلك من مخاطر على السلم الاجتماعي و من ابتعاد عن قيم التسامح التي تقترن بشهر رمضان.
و ما هو أكثر خطرا من ذلك تراخي أجهزة الدولة في مواجهة وباء الكوفيد الذي اربك الجميع و حكم عليهم بتغيير عاداتهم و سلوكياتهم و أيضا في مواجهة الفقر و تدهور كل مظاهر الحياة و خاصة الاحتكار و الترفيع في الأسعار و هي معضلة ترهق المواطن و تضغط عليه بشدة….الدولة الغائبة و الفاشلة تمثل تهديدا حقيقيا لحاضر التونسيين و مستقبلهم
محمد صالح الجنادي