“خبراء عالميون يكشفون عن اتجاهات المستقبل في قمة موسكو للشركات الناشئة”

شارك نخبة من أبرز المفكرين العالميين، بينهم من هو حاصل على جائزة نوبل وفائز بجائزة الأوسكار، في القمة الدولية للشركات الناشئة في موسكو، التي انعقدت في الفترة من 1 إلى 2 أكتوبر في العاصمة الروسية.
وجمعت القمة، المتخصصة بريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، أكثر من 150 خبيراً روسياً ودولياً، وحوالي 100 شركة ناشئة، بالإضافة إلى أكثر من 5,000 مشارك يمثلون 40 دولة. واشتمل برنامج القمة على أكثر من 60 جلسة وحلقة نقاشية تناولت مواضيع الذكاء الاصطناعي، والتنمية المستدامة، وريادة الأعمال التقنية، ونماذج التعليم الحديثة. وناقش المشاركون أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، واستراتيجيات التكيف مع المشهد التكنولوجي سريع التطور.
مستقبل الذكاء الاصطناعي: مساران محتملان
عرض البروفيسور دارون عجم أوغلو، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024، سيناريوهين محتملين لتطور الذكاء الاصطناعي.
وقال عجم أوغلو: “إذا استمر تركيزنا على الأتمتة فقط، فقد ننتهي كما انتهت الخيول، مجازياً. لكن بالإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي لتوسيع وتعزيز قدرات الكهربائيين والأطباء والممرضين والمهندسين وموظفي المكاتب. مستقبل الذكاء الاصطناعي لم يُحدد بعد، والمسؤولية تقع على عاتقنا في تحديد ما إذا كان سيكمل الذكاء البشري أم يحل محله”.
وخلال جلسة “الشركات الكبرى والشركات الناشئة: فوز للجميع”، شدد عجم أوغلو على أن تحقيق سيناريو إيجابي يتطلب تطوير الذكاء البشري نفسه. وقال: “ليس الذكاء الاصطناعي وحده من يجب أن يتكيف معنا، بل يجب علينا نحن أيضاً أن نتكيف معه”، مؤكداً على أهمية اكتساب مهارات جديدة تشمل المرونة، وفهم الذكاء الاصطناعي، والتفكير النقدي. وأشار إلى أن أنظمة التعليم الحالية حول العالم غير مهيأة لإعداد الأجيال للعمل في بيئة متغيرة باستمرار بفعل التكنولوجيا.
أوليفر ستون: الذكاء الاصطناعي والابتكار في صناعة السينما
شارك المخرج الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار، أوليفر ستون، رؤيته حول تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية والأعمال.
وقال ستون: “لقد استخدمت الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام لسنوات، ونستعين به أحياناً، لكن جودة النتائج لا تزال غير كافية لإنتاج فيلم طويل كامل. قد يتغير هذا خلال السنوات القادمة، لكن التأثيرات طويلة المدى للاستخدام الجماعي للذكاء الاصطناعي ما زالت مبكرة للحكم عليها. مع ذلك، أراه اتجاهاً واعداً”.
وخلال جلسة “الرؤية باعتبارها التكنولوجيا الأساسية للمبدعين”، استعرض ستون تجاربه في دمج الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية السينمائية.
نهج مبتكر للتعلم مدى الحياة
قدمت سيلينا نيري، الرئيس التنفيذي وعميد معهد الاستعداد للمستقبل في الإمارات، رؤية جديدة لتطوير المهارات المستقبلية، مؤكدة أن العالم المعاصر يتطلب إعادة التفكير في التعليم والمهن.
وقالت نيري: “في القرن الحادي والعشرين، الأمية ليست مجرد عدم القدرة على القراءة أو الكتابة، بل هي عدم القدرة على التعلم وإلغاء ما تعلمناه وإعادة التعلم”.
واقترحت نيري الانتقال من النموذج التقليدي “التعليم–العمل–التقاعد” إلى نموذج دائري للتعلم المستمر وإعادة ابتكار الذات طوال الحياة.
وأضافت: “مع طول العمر وتحسن الصحة، ستتغير طرق عملنا. سيظل كثيرون نشطين عند سن الستين أو السبعين أو الثمانين، وسيصبح مفهوم التقاعد عند سن محدد شيئاً من الماضي. وسيعيد طول الحياة تشكيل كل من التعليم ومستقبل العمل. وهناك حتى مصطلح لذلك، “نيوتيني”، أي القدرة على الحفاظ على المرونة والتكيف الطفولي طوال مرحلة البلوغ”.
وخلال جلسة “الاستعداد للمستقبل: قفزة الإنسانية نحو المستقبل”، ناقشت نيري كيف يمكن للتعلم المستمر أن يجهز الأفراد لمواجهة تحديات المستقبل المتغيرة.
عن القمة
عُقدت قمة موسكو للشركات الناشئة، المنتدى الدولي لريادة الأعمال التكنولوجية والابتكار، في الفترة من 1 إلى 2 أكتوبر في موسكو. وشمل برنامجها أكثر من 60 جلسة حول أحدث الاتجاهات التقنية، والاستثمار المغامر، واستراتيجيات توسيع الأعمال. وقد نظمت القمة بالتعاون بين حكومة موسكو ومجموعة سبر.
جهات الاتصال
نورا طباع