تونس: كيف نحقق التميز بالحرص على توفير الامتيازات؟

بقلم: سعادة – شمس اليوم
في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبني منهج شامل يسعى إلى تحقيق التميّز على مستوى الأفراد، المؤسسات، والمجتمع ككل. ولا يمكن لهذا الهدف أن يتحقق دون توفير الامتيازات التي تمثل أدوات تحفيزية لتوجيه الطاقات نحو الابتكار، الجودة، والفاعلية.
التميّز لا يعني فقط الأداء الجيد، بل القدرة على التجديد، والتفوق في ظل التحديات. من هنا، يصبح الاستثمار في التميز خيارًا استراتيجيًا لا ترفًا، وتغدو الامتيازات وسائل ضرورية لتحفيز بيئة تنافسية عادلة ومشجعة على التقدم.
دور الحكومة في منح الامتيازات لتحقيق التميز
تلعب الحكومة دورًا مركزيًا في توفير الظروف المناسبة للتميّز من خلال حزمة من السياسات والبرامج، من أبرزها:
1. امتيازات مالية وضريبية: تشجيع الاستثمار عبر إعفاءات ضريبية، منح، وقروض ميسّرة خاصة للمشاريع المبتكرة والمبادرات الشبابية.
2. تسهيل الإجراءات الإدارية: الحد من البيروقراطية وتحسين مناخ الأعمال، بما يفتح المجال أمام المبادرات الخاصة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة.
3. دعم البحث والتطوير: تشجيع الجامعات ومراكز البحث على الابتكار عبر تمويل المشاريع العلمية وربط نتائجها بواقع السوق.
تمكين الجهات: تخصيص امتيازات جهوية لمجابهة الفوارق التنموية بين المحافظات، وتعزيز التميّز المحلي عبر دعم المشاريع ذات الخصوصية الثقافية أو الاقتصادية.
5. تعزيز التعليم والتكوين المهني: الاستثمار في العنصر البشري من خلال تحسين جودة التعليم وربط مخرجاته بحاجيات سوق العمل، ما يؤدي إلى خلق كفاءات قادرة على الابتكار.
6. حوكمة وشفافية: ضمان عدالة توزيع الامتيازات ومراقبة فاعليتها لضمان التميّز المؤسسي والحد من الفساد أو التوظيف السياسي للامتيازات.
نحو بيئة وطنية داعمة للتميّز
تحقيق التميّز يتطلب توفر إرادة سياسية، رؤية اقتصادية واضحة، وانخراطًا جماعيًا من الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ويمكن لتونس أن ترتقي إلى مراتب عليا في التنافسية العالمية، إذا تم توجيه الامتيازات بذكاء نحو القطاعات الحيوية كالتكنولوجيا، التعليم، الطاقات المتجددة، والصناعة الإبداعية.
ختامًا، فإن خلق بيئة محفزة على التميز يبدأ من الاعتراف بأن التغيير لا يكون فقط من خلال الإرادة الفردية، بل من خلال منظومة متكاملة، تمنح وتحفّز وتتابع وتقيّم. وعندها فقط يمكن لتونس أن تتحول من دولة تبحث عن الحلول، إلى دولة تصنع الفارق.