تونسصحافة ورأيمنوعات

امل فى التحسن رغم صعوبة الاوضاع

نحيي اليوم الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة فى تونس

صحيح ان هذه الثورة غيرت اسلوب العمل السياسي. وادخلتنا فى مسار ديمقراطى اصبح يتسم بالمشاركة الشعبية الواسعة.

ولكن علينا ان نعترف اننا اسانا فى غالبية الاحيان استعمال هامش الحرية التى اصبحنا نتمتع بها و صار كل شق يشيطن الاخر ويعتبر نفسه هو صاحب الحق من خلال هذا المنطق تمت تصفية الحسابات بشكل كبير مع اطارات الدولة و كبار موظفيها .

ولم تحقق العدالة الانتقالية التى كان هدفها المصالحة غايتها فلم تنصف لا المحاكمين ولا الضحايا بل اقحمت البلاد فى اجواء انتقامية وصلت الى الشروع فى اعادة محاكمة البعض اللذين صدرت فى شانهم احكام باتة بحجة ان القضاء كان غير مستقلا فى حين ان عدد كبير من الاحكام صدر بعد الثورة .

الوضع بات يتطلب مراجعة جذرية وذلك باقرار مصالحة وطنية شاملة تنهى عقلية التشفي والاحقاد وستكون هذه المصالحة فرصة للاستفادة من كل الطاقات البشرية التى تحتاج اليها البلاد كما ستكون هذه المصالحة هى الارضية الصلبة التى نؤسس عليها للمرحلة المقبلة لنقوم بتعديل منوال التنمية واصلاح كل المنظومات التى انهارت بالكامل .

الى جانب المصالحة فانه من الضرورى تعديل المشهد السياسي وايجاد توافق بين الموسسات التى تحكم البلاد و مزيد من الاقتراب بين العائلات السياسية الكبرى بدون اى اقصاء لقد ضمنا بالدستور ما فيه الكفاية من احكام تحمى عناصر الهوية وتحافظ على مدنية الدولة ولم يعد هنالك من مبرر ان نرفع ضد بعضنا شعارات لا تزيد الوضع السياسي الا تعثرا فكل التونسيون من حقهم ان ينتموا للاحزاب التى يختارونها.

طالما ان هذه الاحزاب التزمت باحترام الدستور والقوانين المعمول بها اما الاتهامات التى ترفع من هنا وهناك فانها لا تساعد على اعادة بناء الوحدة الوطنية التى اصبحت مهددة بشكل كبيرغالبية ابناء الشعب باتوا فى حيرة من امرهم ويتوجسون خيفة من المستقبل الذى لم يعد واضحا ولا مطمىنا وهو ما يفرض على الجميع مراجعة مواقفهم بما فيهم من من امنواعلى الحكم لان اسلوب الشعارات والاتهامات لا يوسس لمرحلة انتقالية جديدة بل سيبقينا نتوجس من بعضنا دون نتيجة ويكون الوطن هو الخاسر .

على كل حال علينا ان نثق فى المستقبل ونتمنى ان تحصل يقضة سريعة من حكامنا و مزيد من الرشد والتعقل لدى كافة المواطنين .

كما اتمنى ان يساعد الاعلام الوطنى الواعى الذى يشكل الغالبية على تهداة الامور ويقلع عن الاسلوب الذى يضعف الدولة رغم صعوبة الموقف .

لا يمكننا الا ان ندعو الله ان يقربنا من بعضنا ويرشدنا للطريق السوى حتى تتحقق صحوة سريعة لبلادنا كل عام وتونس بخير انشاء الله ستتحسن ضروفنا اذا اقدمنا على اقرار مصالحة شاملة وتخلينا عن عقلية الفرقة والعداوة التى لا تحقق الا الانكسارات وتصالحنا مع العمل الذى بدونه لا يمكننا ان نخلق الثروة.

علينا بخلق الثروة من جديد ثم الاتفاق على قسمتها بتشريك المنظمة النقابية وكما تقول الاية الكريمة ان مع العسر يسرا.

عادل كعنيش محامي ومناضل وبرلماني سابق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى