منوعات

المغرب أمة كرة القدم المتألقة يحجز مقعده في نصف نهائي تاريخي أمام أمريكا

صفاء أحمد آغا

من قلب تشيلي البلد المنظم لكأس العالم لفئة أقل من 20 سنة دورة 2025 , سطع زئير أشبال الأطلس يدوّي من جديد في الساحة العالمية. بتأهلهم المميز إلى نصف نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة، لا يكتفي المنتخب المغربي بتحقيق إنجاز تاريخي، بل يؤكد مرة أخرى أن المغرب أصبح بالفعل دولة كروية بامتياز.

بعد ملحمة منتخب الكبار في مونديال 2022، جاء الدور اليوم على الجيل الصاعد ليُلهب مشاعر قارة بأكملها.

 مسار بطولي: إسبانيا والبرازيل تسقطان أمام الأسود

تحت قيادة المدرب محمد وهبي، قدّم المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة أداءً استثنائياً يليق بالكبار. ومنذ دور المجموعات، وجّه الأشبال رسائل قوية إلى المنافسين:
• فوز مقنع على إسبانيا بنتيجة 2-0
• انتصار تاريخي على البرازيل بنتيجة 2-1، أحد أعمدة الكرة العالمية والفائز خمس مرات بهذه البطولة ليتصدّر بذلك المنتخب مجموعته بكل جدارة، بفضل عمل قاعدي طويل الأمد بدأ قبل سنوات، خصوصاً من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت منجماً حقيقياً للمواهب.

وفي دور ثمن النهائي، تجاوز الأشبال منتخب كوريا الجنوبية بنتيجة 2-1، في مباراة اتسمت بالتوتر والندية، أظهروا فيها روحاً جماعية وقتالية عالية

ربع نهائي ملحمي: المغرب يقهر الولايات المتحدة

المواجهة ضد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، أحد أبرز المنتخبات في هذه الفئة، كانت بمثابة اختبار حقيقي لطموحات المغرب.

أمام منتخب منظم وقوي بدنياً، أظهر أشبال الأطلس نضجاً تكتيكياً كبيراً، واعتمدوا على ضغط جماعي قوي ونجاعة هجومية عالية.

النتيجة النهائية: 3-1 للمغرب. فوز مستحق يؤهل المنتخب إلى المربع الذهبي، ويعيد إلى الأذهان إنجاز جيل 2005، بل يتجاوزه.

ثمرة رؤية وطنية واضحة

هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة استراتيجية مدروسة وطويلة الأمد، وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم:
• التكوين والتأطير: أكاديمية محمد السادس أصبحت ركيزة أساسية لتغذية المنتخبات الوطنية بلاعبين على مستوى عالٍ من الجاهزية.
• رؤية فدرالية متكاملة: الاهتمام بجميع الفئات السنية (U17، U20، المنتخب الأول) وفق منهجية واحدة تهدف إلى صناعة أجيال متواصلة من النجوم.

لقد انتقل المغرب من مجرد منتخب واعد إلى قوة كروية تقود القارة الإفريقية والعالم العربي.

التحدي المقبل: نصف النهائي ينتظر الخصم

الأنظار الآن تتجه نحو نصف النهائي، حيث سيواجه المغرب الفائز من مباراة فرنسا ضد النرويج.

مهما كانت نتيجة اللقاء القادم، فقد نجح هؤلاء الأشبال في مهمتهم الأساسية: رفع راية المغرب عالياً، وترسيخ قناعة عالمية بأن أسود الأطلس، كباراً وصغاراً، أصبحوا رقماً صعباً على الساحة الدولية، لسنوات قادمة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى