غير مصنف

الصادق شعبان : اما ان نساعد قيس سعيد و اما ان نترك الآخرين يكبلون عمله و يرجع المانيفال على الجميع

STP LA TUNISIENNE DE PUBLICITÉ

كتب الوزير الأسبق الأستاذ الجامعي والباحث المعروف الدكتور الصادق شعبان ما يلي على حسابه على الفايسبوك :كلامي هذا للاصدقاء و الصديقات … و لكن هو أيضا موجه لمن ينتقد قيس سعيد اليوم دون أن يعرف مآل تونس في حال ارباكه أو اخفاقه في جهده للإنقاذ ..

لا أحد ينكر ان الافلات من كماشة المنظومة السابقة لم يكن ممكنا لولا القرار الشجاع لقيس في 25 جويلية …. و لا أحد ينكر ان لولا ذلك القرار لما كنا نتخلص من مكينة ساحقة و من مافيا سياسية نهبت و جوعت و هجرت و أسأست الفوضى و الفساد …

إننا نعيش فرصة حقيقية للإنقاذ … لذا نحن اليوم في مفترق طريق… اما ان نساعد قيس ، و اما ان نترك الآخرين يكبلون عمله و يرجع المانيفال على الجميع …

كلنا كنا نقرّ ان المنظومة القديمة غير صالحة و ان المشهد السياسي معفن و ان الطبقة السياسية ليست تلك كان الناس ينتظرونها … معظمنا رحب بقرار 25 جويلية … و خرج الناس للشارع احتفاء … و سبر الآراء اعطى 90% موافقين لانهاء المنظومة القديمة … لكن التركة كانت مهولة … القوى المعارضة كانت متخفية متغلغلة في مفاصل الدولة عموما و في الأمن و القضاء خصوصا … و البلاد تركوها في حالة إفلاس تام …

يجب أن نتفهم ما فيه الرئيس الان ، و حجم المعاناة الذي يكابده، و التحدي الكبير الذي ينتظر من أجل التطهير و إعادة البناء … ليس سهلا ان تجابه أخطر أجهزة الدولة … الأمن و القضاء … و وعي الشرفاء منهم ضروري لتخليص تونس من ماضي خطير .. دور القوى الوطنية اليوم هو المساعدة ، حتى لا يكون الرئيس تحت تاثير المهاترات و المغامرات … لأن هولاء موجودون، و شعبويتهم أقوى من خبرتهم بأمور الدولة … لكن نساعد اولا … حتى لا نعود إلى الوحل الذي كنا فيه … و كما يقول المثل ” اليوم أمر و غدا امر “… ( الكلمات غيرتها عمدا ) … الاستبداد لن يكون أبدا … و الفساد سوف ينقص … و الأمل سوف يعود … المستقبل هو لدولة قوية و مجتمع حر و مناخ تنافسي سليم … لسنا اليوم في الوضع المثالي … لكن شتان بين ما كنا عليه و ما نحن الان فيه … كل من يعرقل السير اليوم لا يقدر خطورة ما يفعل … اعتصام و صيام و شوارع و عدول تنفيذ و مضحكات مبكيات… موعد 25 جويلية القادم حاسم … كل المشهد سوف يتغير … احزاب و قيادات و سلوكيات …

اطلب من الرئيس في هذه المرحلة ان يستمع ، ان يشرك ، ان يزن خطواته ، الا يترك الأسباب الواهية للمعارضة ، ان يقلص حجم الانتقادات، و خصوصا ان لا يغضب رجال الأعمال و لا المنظمات الوطنية و لا الجمعيات … رويدا رويدا السيد الرئيس … السياسة هكذا … هناك من سوف ينتقد مواقفي … لكن سوف يعرف يوما ما ان ما أقوله هو الصواب ، و ان التشبث بالمواقع الان لا يفيد في شيء … لا يفيده هو و لا يفيد الوطن …

تونس تسير نحو الأفضل… انظروا إلى النصف الملآن من الكأس … ساعدوا اولا و انتقدوا و اضغطوا دون أن تعطوا نقاطا للمتربصين بالوطن … لا تخدموا قضايا انتهى عهدها … فكروا في إنقاذ

… أ.د الصادق شعبان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى