الدكتور “الفضل .. شاب سعودي أبدع في التصوير بالهاتف ونقل خبرته لأكثر من 10 آلاف شخص

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
(.الإبداع لا يحتاج إلى إمكانيات خارقة، بل إلى شغف يُستثمر، ورؤية تتحوّل إلى واقع). بهذه القناعة، صاغ الدكتور عبد الرحمن الفضل مسيرته المهنية، مؤمنًا بأن النجاح لا يُقاس بالمؤهل العلمي فقط، بل بقدرة الإنسان على تحويل هوايته إلى مصدر إلهام وتأثير.
ويستعيد الفضل بداياته قائلاً: “كانت بدايتبي بسيطة لكنها محورية، إذ نشأت في بيئة أسرية مشجّعة، اكتشفت من خلالها شغفي بالتصوير منذ وقت مبكر، وبدأت بتوثيق اللحظات العائلية والرحلات الخاصة باستخدام هاتفي المحمول، ولم تكن تلك الصور مجرد ذكريات، بل نوافذ فتحت أمامي آفاق الإبداع، وقادتني لاحقًا إلى تأسيس مشروع بصري احترافي.
وأضاف:” رغم انشغالي بدراسة طب الأسنان، واصلت – بعد توفيق الله – تنمية مهاراتي البصرية، حتى أسست مؤسستي الخاصة في مجال الإنتاج البصري، مقدّمًا من خلالها خدمات التصوير الدعائي والفوتوغرافي التجاري، مستندًا إلى حس الإبداع والقدرة على تجسيد أفكار العملاء في مشاهد حيّة ومعبرة.
ومع اتساع خبرته، اتجه الفضل إلى مجالات أوسع، فدخل عالم صناعة المحتوى والتسويق الرقمي، حيث تعمّق في دراسة سلوك المستهلك واحتياجات السوق المحلي، وابتكر حلولًا تسويقية بصرية تمزج بين الفكرة الجاذبة والرسالة المؤثرة، ما جعله في مصاف صنّاع المحتوى البارزين في المملكة.
وإيمانًا منه بأهمية نقل المعرفة، أطلق عددًا من الورش التدريبية والدورات المتخصصة التي استفاد منها أكثر من 10 آلاف شاب وشابة، درّبهم على تحويل الهاتف المحمول إلى أداة إنتاج فعالة، وأرشدهم إلى كيفية تسخير الشغف لبناء مسار مهني واعد.
ويؤكد الفضل أن المهارة وحدها لم تعد كافية في العصر الرقمي، بل يتطلب النجاح فهمًا عميقًا للجمهور، وقدرة على اختيار الزوايا التي تلامس وجدانه، مشددًا على أن الشغف هو المحرّك الأول، وأن الفرص تستحق أن تُمنح لمن يملكها ويستثمرها.
وبين مهنته الأساسية كطبيب أسنان وشغفه بالإنتاج البصري، ويجسّد الدكتور عبد الرحمن الفضل صورة المهني العصري، متعدد المهارات، الذي يسهم في خدمة مجتمعه بطرق إبداعية متجددة.
إن قصة الفضل ليست مجرد تجربة نجاح فردية، بل انعكاس لحراك وطني يحتفي بالمواهب، ويؤمن بدور الشباب في رسم ملامح التغيير، وتحقيق النجاح انطلاقًا من موطن الشغف.