اضطراب الفيبروميالجيا: الألم المخفي
بقلم
د.شيري حنا | معالج نفسي إرشادى
ماجستير علم نفس إرشادى – جامعة القاهرة.
مقدمة
هل شعرت يومًا بألم شديد في جسمك لا تعرف ما مصدره؟ تعب مستمر، أرق وقلق، وذاكرة مشوشة؟
أنها أعراض ما يُعرف باضطراب الفيبروميالجيا،وهو أحد أكثر الاضطرابات غموضًا وإثارة للجدل في الطب الحديث.
ما هو اضطراب الفيبروميالجيا؟
الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) هو اضطراب مزمن يتميز بوجود آلام عضلية منتشرة في أنحاء الجسم، يرافقها تعب شديد، مشكلات في النوم، والاضطراب المعرفي (مثل ضعف التركيز أو ما يُعرف بـ”الضباب الدماغي”).
وعلى الرغم من أن الشخص يبدو سليمًا من الخارج، إلا أن معاناته اليومية قد تكون مرهقة ومربكة.
الأكثر عرضة للإصابة هم:
– النساء هن الأكثر عرضة لهذا الاضطراب بنسبة 80% مقارنة بالرجال.
– الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الصدمات النفسية أو الجسدية.
– من يعاني من اضطرابات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب.
– الحالات المرضية المزمنة.
هل يسهل تشخيص هذا الاضطراب؟
الفيبروميالجيا لا يظهر في التحاليل العادية، ولا في الأشعة. و يعتمد تشخيصه على مدى شدة الأعراض واستمراريتها، لذلك الكثير من المرضى يتم تشخيصًهم متأخرًا، ما يزيد من معاناتهم النفسية.
هل هناك علاقة بين الفيبروميالجيا والصحة النفسية؟
يوجد علاقة وثيقة بينهم لأن المصابين يعانوا العديد من:
– قلق دائم بسبب الألم المزمن والتعب.
– اكتئاب نتيجة الشعور بالعجز أو عدم الفهم من الآخرين.
– عزلة اجتماعية بسبب فقدان القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
كيف يمكن التعامل مع الفيبروميالجيا؟
لا يوجد علاج نهائي حتى الآن، لكن يمكن تحسين جودة الحياة من خلال:
1. العلاج الدوائي
من خلال الأدوية النفسية البسيطة و مضادات الاكتئاب تحت إشراف طبي.
2. العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مفيد في التعامل مع الألم والقلق المرتبط به.
3. العلاج الحركي
التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا، تُقلل الألم وتُحسن المزاج.
4. النظام الغذائي والنوم
تقليل الكافيين والسكر.
تنظيم مواعيد النوم والاسترخاء قبل النوم.
5. الدعم الاجتماعي
مجموعات دعم المرضى تُشعر المصاب بأنه ليس وحده.
خاتمة
الفيبروميالجيا ليست مجرد “وهم” أو “تعب زائد”، أو “إدعاء مرض”، بل هي اضطراب حقيقي ومؤلم ويؤثر على الجسد والنفس معًا. وكلما زاد الوعي به، كلما قلّت معاناة المريض وتمكنّ من تقديم الدعم المناسب لهم.
