اتفاقية تصدير نوعية بين “رانج” و”السكر السودانية” تمهد لدخول سعودي منظم إلى السوق الإنتاجي في السودان

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
في حدث اقتصادي بارز يُجسد التقارب الاستثماري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان، وقّعت شركة رانج المحدودة السعودية مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة السكر السودانية، وذلك في مقر وزارة الصناعة والتجارة بالعاصمة الخرطوم، بحضور معالي الوزيرة أ. محاسن علي يعقوب.
ويمثل هذا التوقيع محطة محورية ضمن الجولة الاستثمارية التي يقودها رئيس مجلس إدارة شركة رانج المحدودة، الأستاذ أحمد السهلي، والتي هدفت إلى استكشاف فرص التعاون التجاري واللوجستي، والدخول في شراكات إنتاجية مستدامة تخدم مصالح البلدين وتعزز من سلاسل الإمداد الإقليمية.
وقد حظيت الجولة بدعم رفيع المستوى، حيث التقى وفد الشركة بكل من عضو مجلس السيادة د. سلمى عبد الجبار، وعضو مجلس السيادة السيد عبدالله يحيى، ووكيل وزارة الخارجية، الذين عبّروا عن ترحيبهم بالمستثمرين السعوديين، وأكدوا دعم الدولة الكامل لتمكين الاستثمارات الجادة وتسهيل الإجراءات المرتبطة بها.
وتستهدف مذكرة التفاهم تصدير منتجات السكر السوداني إلى السوق السعودي، ضمن نموذج تعاون متكامل يواكب رؤية السعودية 2030 في تعزيز الأمن الغذائي، وتنويع الشراكات الدولية، وتفعيل الاستثمارات ذات الأثر المحلي والإقليمي. وقد شملت الاتفاقية التفاهم على تصدير ما يقارب 50 ألف طن من السكر شهريًا، إلى جانب مشاريع قيد التباحث تتعلق بتصدير الدقيق والمساهمة في إنشاء الطرق والمشاريع الخدمية الكبرى داخل السودان.
وأكد الأستاذ أحمد السهلي أن هذا التفاهم يمثل خطوة أولى نحو مشروعات ذات طابع إنتاجي فعّال، مشيرًا إلى أن السودان يزخر بإمكانات طبيعية وبشرية ضخمة، وأن “الانفتاح الرسمي الذي لمسناه من كافة الجهات الحكومية، يعكس بيئة محفزة للاستثمار، تستحق التقدير والمراهنة على نجاحها”. وأضاف:
“هذه الخطوة تُجسد رؤية وطنية داعمة للتمدد الاستثماري الخارجي، في بيئة سودانية رحبة تحتفي بالشراكة وتُحسن استقبال المستثمر السعودي بثقة وجدية. وقد شملت مذكرة التفاهم تصدير السكر للسعودية بكمية تُقدّر بـ50 ألف طن شهريًا، إضافة إلى التفاهم على مشاريع إنتاجية وخدمية قيد الدراسة، تشمل تصدير الدقيق والمساهمة في إنشاء الطرق الكبرى والمشاريع التنموية داخل السودان.”
وأوضح السهلي أن شركته تعتز بثقة شركائها في السودان، وبدعم قيادتنا الرشيدة – حفظها الله – وجهود معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، وسعادة رئيس اتحاد الغرف السعودية الأستاذ حسن الحويزي، والجهات الحكومية المساندة، وعلى رأسها اتحاد الغرف السعودية، التي وفرت مظلة استراتيجية داعمة لخطط التوسع الخارجي.
كما عبّر عن شكره وامتنانه لسعادة السفير علي بن حسن جعفر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان، على دعمه الكبير واحتفائه الكريم، إلى جانب جهود القنصلية العامة في جدة على ما قدمته من دعم لوجستي فاعل طيلة فترة الجولة.
وتعكس هذه الخطوة توجهًا سودانيًا واضحًا نحو تعزيز بيئة الاستثمار وتفعيل شراكات نوعية مع القطاع الخاص السعودي، في ظل توافق استراتيجي متنامٍ بين البلدين، ورغبة صادقة في تحويل التفاهمات إلى مشاريع واقعية على الأرض.