“أغنية النخيل” تضيء خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ضمن مبادرة “ستار”

زهير بن جمعه الغزال
في إطار مبادرة “ستار” التابعة لهيئة المسرح والفنون الأدائية احتضنت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الأحساء عرض المسرحية التراثية الصرام: أغنية النخيل، من إنتاج الفنان قاسم الشافعي، وتأليف الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل، وإخراج سلطان النوه
وشهد العرض حضورًا جماهيريًا مميزًا وتفاعلًا لافتًا حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بالمحتوى الثقافي والاجتماعي الذي قدمته المسرحية والتي استلهمت من تراث الأحساء وقيمها الأصيلة في قالب فني يجمع بين الأصالة والإبداع
الصرام، الحائز على جائزة أفضل نص في مهرجان الجنادرية عام 1997 لا يزال يحتفظ بجاذبيته الفنية وهو ما يعكس عمقه الإنساني وقدرته على مواكبة الحاضر رغم مرور السنوات
تتناول المسرحية حكاية مستوحاة من البيئة المحلية ومفردات الموروث الشعبي مسلطةً الضوء على قضايا مجتمعية وثقافية عبر سرد درامي غني وشخصيات متعدّدة تمثّل أطيافًا مختلفة من المجتمع
وقال منتج العمل قاسم الشافعي في تصريح له:
ننظر إلى هذه المسرحية بوصفها جزءًا من رؤية أوسع للاستثمار في القطاع الثقافي حيث لم يعد الفن مجرد نشاط ترفيهي بل أصبح وسيلة فعالة لتسويق المدن وتعزيز حضورها على الخارطة الثقافية الوطنية والأحساء تملك مقومات تراثية وإنسانية كبيرة ومثل هذه الأعمال تسهم في إبراز هويتها من خلال السرد الفني والبصري وتفتح آفاقًا للمنتجين والمبدعين للاستثمار في مشاريع مستدامة تنبع من بيئتنا وتخاطب العالم بلغة الإبداع
من جانبه، أوضح المخرج سلطان النوه أن “أغنية النخيل” قابلة لإعادة العرض بعد إجراء المعالجة الفنية اللازمة لتقديمها بشكل يتناسب مع تطلعات الجمهور مبينًا أن فوز النص بجائزة مرموقة في مهرجان الجنادرية يؤكد جودة العمل وأصالته
ويشارك في العمل نخبة من الممثلين، من بينهم: عبدالله التركي، علي الشويفعي، زكريا النجيدي، عباس الشويفعي، عبدالله المهيني، إبراهيم الجنوبي، حسن الحرز، سليمان العبدالعظيم، خالد الهويدي، أحمد المروض، ناهد السليم، منى عبدالرحمن، عبدالله الشمري، مساعد المحسن، عبدالرحمن المطر، وصالح بوقرصين
ويتخلل عرض المسرحية معرض مصاحب يستلهم فكرته من الحكاية ذاتها ويقدم أعمالًا فنية وتصويرية تعبّر عن رمزية النخلة بوصفها مكونًا أصيلًا من مكونات الهوية الأحسائية والسعودية عمومًا
وتعد المسرحية تجربة غنية بالعناصر التراثية والموروثات الشعبية تسهم في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية وتقديرها في إطار رؤية تسعى إلى تمكين الحراك المسرحي الوطني ودعم المواهب الفنية الشابة من خلال مبادرات نوعية مثل “ستار”