يوميات الكورونا….
انذكر قبل اسابيع وقد انطلقنا مع ثلة من الاصدقاء في التحذير من خطر الفيروس وسرعة انتشاره… هاتفني احد اصدقائي من المنستير وقال لي لماذا تهول الامور يبدو الامر عاديا و بسيطا….
الحقيقة لم يصدق الجميع التحذيرات التي اطلقناها لحماية التونسيين بل واتهمنا البعض بتخويف التونسيين….
الكورونا راينا مضاعفاتها في فرنسا وايطاليا وراينا كم كان تعامل السلط هنا شديدا وقويا مع المرض … مرض ليس له دواء وليس له لقاح ولايمكن ان تنجاوزه الا بالعزل الطبيعي تلك القاعدة التي كان اسلام عمر سباقا لها منذ عصور قديمة بحكمته البسيطة كان ديننا الحنيف واعيا بمخاطر الاوبئة وبعدواها….
الحقيقة كان ردة الفعل التونسية سلطة وشعبا بطيئة وغير متجانسة ثم سرعان ما احس الناس بالخطر الداهم كما يقول المثل القديم العربي ما يعرف البقري كان بالكرشة وفعلا لم يتفاعل التونسيون مع قرار حظر التجول والعزل والحذر الابعد تصاعد الازمة و انشارها في البلاد…. أصبحنا اليوم ناكل ونشرب الكورونا نستفيق على الارقام وننام على الاوهام في قدرة العلم على تحاوز المحنة وايجاد عقار مضاد لها….كيف لكل هذا العالم الذي اعتاد الربيع ان يحشر في زوايا البيوت خوفا من بطش المرض وعدواه…
لكن لكل عدوى ايجابيات وهذه الكورونا او الكرينا او كما ينطقها البعض الكونولويا وحدت شعوب البسيطة وفقراء الارض واطباء العالم وباحثي المعمورة بعد فرقتهم السياسات البشعة والساسة والاديان التي القت كلها احن بين بني البشر وشتت شملهم فاذا بالكورونا توحد بين البشر وتعيد العائلة لحضيرة المنزل وتبعد التونسيين عن المقاهي والشوراع رغما عنهم ….
تغيرت العادات وتعودنا على يوميات الكورونا مجبرين خائفين طائعين بعيدا عن هوس الفوضى وارادة التنطع والتمرد….
عادت للطبيعة حللها وتنفس العالم بعيدا عن وعثاء السيارات واصبحت الشوارع ملكا لبعض العابرين القلة فقط….
ومازالت ايام الكورونة متواصلة الى ان يرفع الله المرض والوباء ويرحم عباده في اصقاع المعمورة ليعود البشر الى حجمهم المتناهي في الصغر على عبارة باسكال فلم يعد البشر امبراطورا في امبراطورية كما قال اسبينوزا بل بشر ضعيف امام قدرة الطبيعة وعظمة الخالق ….
بقلم الدكتور شهاب دغيم