مختصان في مستشفيات الحمادي: التبسم رونق وجمال والتجهم فايروس مبكر في الحقل الطبي

د.عروة حاميش:
المريض الذي يشعر بالاهتمام والرعاية والراحة النفسية يميل إلى الشفاء بصورة أسرع
د.فواز الحوزاني:
العبوس المتكرر قد يؤدي إلى بعض الأضرار الطبية على المدى الطويل
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
تعاليم الدين الإسلامي الحنيف تحث على البشاشة والإبتسامة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:”تبسمك في وجه أخيك صدقة” شاملة لكل مناحي الحياة،كما أن الإسلام يعتبر العبوس والتجهم من الصفات غيرالمحبوبة،ويُنصح المسلمين بالبشاشة والطلاقة في الوجه؛فالعبوس قد يؤدي إلى نفور الناس وسوء الظن، بينما الإبتسامة والوجه البشوش يعكسان سماحة الإسلام وأخلاق المسلم.
طبيبان مختصان بمجموعة مستشفيات الحمادي بالرياض تناولا موضوع التبسم،والعبوس والتجهم.. فماذا قالا؟
الابتسامة صدقة
يؤكد الدكتور عروة بن محمد حاميش الاختصاصي بمستشفيات الحمادي بالرياض أن الابتسامة التي يرسمها الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية على وجهه قد تكون من أبسط الأمور، لكنها تحمل تأثيرًا بالغًا على الحالة النفسية والجسدية للمريض.
أولا : الابتسامة كأداة علاج نفسي
عند دخول المريض إلى العيادة أو المستشفى، فإنه غالبًا ما يكون في حالة من القلق أو التوتر أو الألم. لكن استقبال الطبيب له بابتسامة صادقة يبعث في نفسه الطمأنينة ويخفف من حدة التوتر، عن طريق افراز الجسم هرمونات مهدئة كالإندورفين والأوكسيتوسين، مما يحسن المزاج ويساعد في تقليل الشعور بالألم.
ويعزز ثقة المريض بالطبيب و يزيد من التزامه بتعليمات وقرارات الطبيب
ثانيا :الابتسامة تعزز الثقة بين المريض والطبيب
من أهم عناصر العلاقة العلاجية الناجحة هو شعور المريض بالأمان والثقة بالطبيب. الابتسامة تُعتبر أول خطوة في بناء هذا الجسر من الثقة. وعندما يثق المريض بطبيبه، يكون أكثر التزامًا بخطة العلاج وأكثر راحة في التعبير عن مشاكله الصحية.
ثالثا في تحسين نتائج العلاج
بحسب دراسات سريرية،فإن الحالة النفسية الإيجابية للمريض تؤثر على تقبله للعلاج واستجابته له؛فالمريض الذي يشعر بالاهتمام والرعاية والراحة النفسية يميل إلى الشفاء بصورة أسرع،ويكون أقل عرضة للمضاعفات.
رابعاً:في ظل ضغوط العمل:
تذكير للطبيب
رغم ضغوط العمل في المجال الصحي، وكثرة الحالات وتعقيدها، فإن الطبيب لا يجب أن ينسى أن جزءًا كبيرًا من العلاج يبدأ بابتسامة. إنها رسالة إنسانية قبل أن تكون إجراءً مهنيًا، وتُظهر للمريض أن الطبيب يراه كإنسان لا مجرد حالة سريرية.
واختتم د.عروة حاميش الاختصاصي بمستشفيات الحمادي بالرياض.. حديثه قائلاً:
الابتسامة في وجه المريض ليست مجاملة،بل هي علاج مساعد، ومفتاح لبناء علاقة مهنية وإنسانية ناجحة. وهي، كما قال رسول الله ﷺ، صدقة لا تكلّف شيئًا، لكنها قد تغيّر حياة شخص يعاني. فليحرص الطبيب والممارس الصحي على الابتسام، فهي لغة عالمية تُفهم من القلب إلى القلب.
مشاعر سلبية
ويبين الدكتور فواز بن عبدالرحمن الحوزاني أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض:أن
الشخص العبوس هو الذي يتميز بملامح وجه عابسة أو متجهمة،وغالباً ما يعكس عدم الرضا أو الاستياء أو الحزن أو القلق ويمكن أن يكون العبوس تعبيراً عن مجموعة واسعة من المشاعر السلبية،بما في ذلك الغضب والارتباك والتشاؤم،وقد يشير التجهم والعبوس إلى احتقار الآخرين والنفور منهم، وهذا السلوك الأخير يقطع العلاقة بين الناس ويوترهم ويدفعهم إلى مبادلة من يتعامل معهم بجفاء.
أسباب العبوس
ويشير د.فواز الحوزاني الاختصاصي بمستشفيات الحمادي بالرياض أن عبوس الوجه له أسباب عديدة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو جسدي.
1-تعبيرات الوجه:تعبيرات الوجه المتكررة مثل:العبوس، التبسم،أو الغضب،يمكن أن تترك علامات مرئية على الوجه مع مرور الوقت,حيث أن تكرار حركة عضلات الوجه يؤدي إلى ظهور خطوط وتجاعيد في مناطق معينة.
2.عوامل نفسية:الضغط النفسي والتوتر والقلق والاكتئاب يمكن أن تظهر على شكل عبوس في الوجه.
3-عوامل جسدية و خارجية: التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة دون حماية يؤدي إلى ظهور التجاعيد وخطوط العبوس،كما أن التلوث والأتربة وعوامل الأكسدة الضارة بالبشرة تساهم في ظهور علامات العبوس،كما أن عدم ترطيب البشرة بشكل كافٍ، ونقص شرب المياه، والتدخين، واتباع نظام غذائي غير صحي، كلها عوامل تسرع من ظهور التجاعيد وخطوط العبوس.
4- قد يكون هناك سبب طبي مثل:شلل بل(شلل العصب السابع),تشنج الوجه النصفي، وهي حاله طبية يحدث فيها تشنج في عضلات الوجه.
5-عوامل أخرى:التقدم في السن وفقدان مرونة الجلد من العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى ظهور التجاعيد وخطوط العبوس.
6-العامل الوراثي:يلعب دوراً في ظهور التجاعيد،حيث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالتجاعيد أكثر عرضة للإصابة بها.
7-الظروف الاجتماعية:الفقر
والبطالة والعلاقات السيئة.
صفات العبوس
أما صفات الشخص العبوس،-والحديث للدكتور الحوزاني-فتشمل:ملامح الوجه: تجهم الوجه،تقطيب الجبين، تجعد الحاجبين،وشد الشفاه،
والمزاج:الميل إلى الكآبة، والتشاؤم،وسوء المزاج،
والتواصل:صعوبة في التواصل، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل إيجابي، والتفاعل الاجتماعي:تجنب التواصل مع الآخرين،والانعزال،
والسلوك:إظهار عدم الرضا، والانزعاج،والشكوى،ومن الناحية الطبية فإن العبوس المستمر قد يؤثر سلباً على صحة الشخص وعلاقاته الاجتماعية،وقد يكون من المفيد البحث عن أسباب العبوس ومحاولة معالجتها.
والعبوس هو تعبير وجهي ينشأ عن تقلص عضلات معينة في الوجه،خاصةً العضلة الغاضبة التي تقع بين الحاجبين،هذا التقلص يسبب ظهور خطوط وتجاعيد في منطقة الجبين وبين الحاجبين،تُعرف باسم خطوط العبوس أو خطوط التجهم،والعبوس والتجهم،على الرغم من كونهما تعبيرين وجهيين طبيعيين،إلا أن العبوس المتكرر قد يؤدي إلى بعض الأضرار الطبية على المدى الطويل.ومن أبرز هذه الأضرار هي-ظهور تجاعيد العبوس:العبوس المتكرر،خاصة بين الحاجبين،يؤدي إلى تفعيل وانقباض عضلات الوجه بشكل مستمر،مما قد يتسبب في ظهور تجاعيد وخطوط عميقة في هذه المنطقة مع مرور الوقت،والتأثير على الحالة المزاجية:أظهرت دراسات أن العبوس قد يؤثر على الحالة المزاجية للشخص،حيث يمكن أن يجعله يشعر بمزيد من السلبية أو الانزعاج،بالمقابل فإن الابتسامة قد تساهم في تحسين المزاج،وكذلك آلام الرقبة والصداع:العبوس والتجهم قد يؤديان إلى شد عضلات الوجه والرقبة،مما قد يسبب آلامًا في الرقبة أو صداعًا،وإجهاد عضلات الوجه: العبوس المستمر يسبب إجهادًا لعضلات الوجه،مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب أو الألم في هذه المنطقة،وتغيرات في تعابير الوجه:العبوس المتكرر قد يجعل الشخص يبدو أكثر غضبًا أو انزعاجًا،حتى عندما لا يشعر بهذه المشاعر.
نصائح مهمة
وقدم د.فواز الحوزاني أخصائي الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض بعض النصائح للحد من أضرار العبوس منها: محاولة التحكم في تعابير الوجه،ويمكن التدرب على التحكم في تعابير الوجه ومحاولة تجنب العبوس غير الضروري،كما أن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل:التأمل واليوغا،تساعد في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، ويمكن للشخص الذي يعاني من تجاعيد العبوس أو آلام الرقبة بسبب العبوس،أن يستشير الطبيب للحصول على العلاج المناسب،مثل:حقن البوتوكس لتنعيم التجاعيد،مشدداً على أن
لنا في التوجيه النبوي أسوة حسنة حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:”تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
———————
.د.عروة حاميش
.د.فواز الحوزاني