الصحة

للمزيد من النجاعه فى مواجهة الوباء

أمام إكتشاف أسرار جديده لفيروس كرونا المستجد وأمام تواصل الأبحاث حول خصائص مرض covid19 من خلال النتائج الأخيره لبعض الدراسات الأمريكيه والإيطاليه والتى تتحدث عن مراجعة كامله عن آلية تعامل الفيروس مع بدن الإنسان خاصة عند ذوى الإصابات الخطيره .فلم يعد الكلام عن الإلتهاب الرئوى وعن المتالازمة التنفسية  الحاده الوخيمه ( syndrome respiratoire aiguë sévère )وبدأ تغيير بروتوكولات وإجراءات العلاج  لأنهم توصلوا إلى أن الفيروس فى الحقيقه  يلتحم بالكويرات الحمر فى الدم فتقع عملية إنفصام الحديد المؤكسد (.oxyde de fer)عن الكويرات الحمر  فينتج عن ذلك أمران .أولا الحديد المؤكسد يصبح طليقا داخل الدم وهو بمثابة السم . ثانيا الكويرات الحمر بدون الحديد تصبح عاجزه عن القيام بدورها فى التبادل الغازى فى مستوى الحويصلات ( changement alveolaire) مما ينتج عنه نقصان الأوكسجين (hypoxemie ) والذى بدونه تموت الأعضاء .
وأمام تواصل الإكتشافات لهذا الفيروس والتى فى بعض الأحيان تناقض ما قبلها فإن الوقاية تبقى الحل الأنجع لمحاصرة الوباء إن لم نقل للقضاء عليه .وحتى إستراتيجيا الوقاية نفسها يجب أن تتأقلم مع الأوضاع الإجتماعيه والإقتصاديه للبلاد من زاوية والتفاعل معها بصرامة أكبر من زاوية أخرى !!
من هذا المنطلق أقدم المزيد من  الإقتراحات الوقائيه  العمليه التى أحسب أنها ناجعه فى هذه المحطة الصعبه من مواجهة الوباء .
اقرت الحكومة منح موظفي الوظيفة العمومية و المؤسسات العمومية عطلة استثنائية بما من شأنه أن يوفر أربعة أيام متتالية للحد من الحركة إلى أدنى مستوياتها و هو ما يمثل اجراءا هاما و مناسبة للاعداد لخطوات أخرى يمكن تفعيلها انطلاقا من الاسبوع المقبل في مواجهة وباء الكورونا المستجد.   اجراءات الحكومة تهدف إلى كسر سلسلة إنتقال العدوى من خلال عدم إحترام القانون و إجراءات التباعد الإجتماعي والحجر الصحى العام وهي  مهمة و لكنها غير كافية في ظل نسق إنتشار الوباء السريع في العالم و بالمقارنة مع وضعيات دول أخرى يمكن الإستفادة من تجربتها في التصدي لهذا الوباء. و من منطلق اختصاصى كطبيب  و انخراطي في العمل المدني و متابعتي للتجارب التي وقع اتباعها في التصدي لوباء الكورونا و إدراكي لطبيعة امكانياتنا المحدودة و حتى لا نصل إلى وضعية قد تفلت علينا فيها الأمور أقترح المرور الى السرعة القصوى و ذلك من خلال 
– إقرار حجر صحي شامل و كامل لمدة عشرة أيام متتالية للحد من الحركة إلى أدنى مستوياتها و هذا الإجراء الذي يستثني الحالات القصوى جدا و تستغل للقضاء على سلسلة إنتقال العدوى و إلى مزيد تنظيم عمل الهياكل المعنية بالتصدي للكورونا. 
– العزل الصارم للولايات و المدن الكبرى بعضها عن بعض في نفس الفترة . مع العمل على توفير خمسة ألاف إختبار سريع لكل ولايه حتى يتسنى الكشف على أكثر عدد  ممكن من المصابين 
-فى هذه المدة  أيظا محاولة توفير عشرون مليون كمامه حتى يكون حملها إجبارى فى مابعد على كل من يرخص له مغادرة الحجر الصحى .
– إعتماد العودة التدريجية للنشاط أثر مدة العشرة أيام و ذلك … في مستوى المؤسسات التعليمية إرجاع تلاميذ  البكالوريا و بعد أسبوع تلاميذ التاسعة أساسي 
إبقاء العمل بآلية الحجر الصحي التحفظي لكل من تجاوز الستين من العمر و ذلك حفاظا على صحتهم و تجنبا لكل أسباب الاكتظاظ.

الدكتور مختار زغدود رئيس مركز تونس للبحوث الإستراتيجيه 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى