كورونا يكشف الحقيقة الغائبة : المرأة مضطهدة في كل المجتمعات
تدفع النساء دائما ثمن الحروب والأوبئة والظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة، ويقدمن الضريبة الغالية أمام كل التحديات ، ليكنّ بذلك أولى الضحايا في مسارات الصراع مهما كان مأتاه ، سواء مع الطبيعة أو مع الآخر القريب أو البعيد ، أو مع الفقر والجوع والمرض ،
إذا إنزعج الرجل أو فشل المجتمع أو تراجع أداء الدولة أو نشبت الحرب أو إنتشر الوباء أو عمّ البلاء أو إنهار الإقتصاد أو كسدت التجارة أو زاد التطرف ، فالضحية هي المرأة ، واليوم ، تواجه نساء كثيرات إتساع ظاهرة العنف المنزلي المسلط عليهن في فترة الحجر الصحي الذي بات معتمدا في أغلب دول العالم بسبب إنتشار فايروس كورونا المستجد ، ويرد الخبراء ذلك الى أن فترة الأزمات عادة ما تشهد إرتفاعا في وتيرة العنف نتيجة الضغط النفسي ، كما أن فترة الحظر الصحي تتحول الى مناسبة لإحتكاك غير إرادي بين الزوجين نظرا لما يفرض عليهما من البقاء وجها لوجه ، أو تحت سقف واحد ، طوال اليوم ، دون أية قدرة على الخروج ، ويزيد الشعور بالحبس الإضطراري داخل المنزل الى التوتر والضغط النفسيين ، كما يرفع تراجع الإمكانيات المادية لدى اغلب الأسر من حدة السلوك ويؤدى الى ظهور عدوانية في التصرف ،
ورغم أن أغلب دول العالم سنت قوانين لمكافحة العنف ضدالمرأة ، إلا أن الظاهرة لم تتقلص ، وحتى إن تقلصت فليس من باب القناعة بالمساواة بين الجنسين أو بآدمية النساء ، ولكن خشية الوقوع تحت سلطة القضاء ، ولكن مع أول مناسبة ، ينكشف الستار ، مثلما بينت إجراءات الحجر الصحي التي شملت أكثر من 90 دولة ، أن ظاهرة العنف ضد النساء ليست مرتبطة بشعوب أو مجتمعات بعينها ،وإنما هي ظاهرة عامة ،لا يخلو منها أي مجتمع بما في ذلك المجتمعات الغربية ، حيث أظهرت أحدث التقارير زيادة العنف ضد المرأة بنسبة 30 بالمائة في المتوسط في أوروبا ، فعرفت فرنسا ارتفاعًا بنسبة 36 بالمائة ، وفي الأرجنتين 25 بالمائة وسنغافورة 35 بالمائة ،لكن إيطاليا شهدت تراجعا كبيرا في البلاغات الرسمية عن العنف الأسري في ظل اجراءات العزل العام بسبب تفشي فيروس كورونا. وفي إسبانيا قالت الشرطة إنها شهدت تراجعا في الاتصالات من أجل الحصول على مساعدة . فأطلقت السلطات خدمة واتساب خاصة للنساء في المنازل والتي قالت وزارة المساواة إنها شهدت زيادة بنسبة 270 في المئة في الحصول على مشورة منذ بدء إجراءات العزل العام،
وإرتفع العنف ضد المرأة في لبنان بنسبة 100 بالمائة وفي تونس بنسبة 500 بالمائة ، وقد يكون تجاوز هذه النسبة في دول أخرى معروفة بإنغلاقها الإجتماعي ، وعجزالنساء فيها عن التبليغ بما يحول دون إصدار إحصائيات دقيقة
وطالبت منظمة الصحة العالمية، قبل أيام، بإجراءات للحد من العنف الأسري نتيجة البقاء في المنازل، على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد .
فوزية الهوني يتبع