فوائد الصيام على الصحة النفسية

يحلّ علينا شهر رمضان المبارك، حاملاً معه نفحات الإيمان وأجواء الروحانية، فهو الشهر الذي فرض الله سبحانه وتعالى فيه عبادة الصوم، باعتبارها ركناً من أركان الإسلام الخمسة، والصوم عبادة عظيمة يتقرب بها العبد من ربه، ويؤديها خالصةً لوجه الله تعالى، إذ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه”.
ويمثل الصيام مدرسة تربوية عظيمة، تزرع في النفس الخشوع والتواضع، وتُكسِر غرور النفس أمام عظمة الخالق، فتُصبح القلوب أكثر طمأنينة، والنفوس أكثر سكينة، وفي هذا الشهر المبارك، يتجلى الجانب الإنساني في أبهى صوره؛ إذ يشعر الصائم بجوع الفقراء والمحتاجين، فتلين مشاعره وتفيض نفسه رحمةً وشفقةً على الآخرين.
فوائد نفسية عظيمة للصيام
لا تتوقف فوائد الصيام عند الجانب الروحي فقط، بل أثبتت الدراسات أن له تأثيرًا إيجابيًا واضحًا على الصحة النفسية، ومن أبرز هذه الفوائد:
القدرة على مواجهة الضغوط: يساعد الصيام على تعزيز قدرة الفرد في التعامل مع ضغوط الحياة، ما يمنحه استقرارًا نفسيًا أكبر.
تعزيز التواصل الاجتماعي: يسهم الصيام في كسر عزلة المرضى النفسيين، من خلال التفاعل الاجتماعي في أوقات الإفطار والسحور، مما يزرع في نفوسهم الأمل والتفاؤل.
الحد من القلق والتوتر: يعمل الصيام على تقليل مشاعر القلق والغضب والأرق، نتيجة استهلاك الجسم طاقته في أداء وظائفه الحيوية.
التخفيف من الاكتئاب: يساعد الصيام في تحقيق التوازن الهرموني، ما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية والتخفيف من أعراض الاكتئاب.
علاج الإدمان: يعد الصيام عاملاً مساعدًا في البرامج العلاجية الموجهة لمرضى الإدمان، لما يرسخه من قوة الإرادة والانضباط الذاتي.
تهذيب النفس: يمنح الصيام صاحبه القدرة على السيطرة على شهواته، ويعزز من إرادته في تغيير حياته نحو الأفضل.
فرصة ذهبية للتغيير
إن شهر رمضان المبارك ليس مجرد فترة زمنية عابرة، بل هو فرصة ذهبية لإعادة شحن الروح بالإيمان، وتزكية النفس، والتقرب من الله عز وجل، فهو شهر العطاء والتسامح والتراحم، وشهر التغيير الذي يمكن أن يكون نقطة انطلاق حقيقية لمن أراد تصحيح مساره الروحي والنفسي.
فلنغتنم هذا الشهر الكريم لنملأ قلوبنا بالسكينة والرحمة، ونمد أيدينا للآخرين بالعطاء، ونحقق التغيير الذي نتطلع إليه، مستلهمين من الصيام دروس الصبر والرحمة والتقوى.
بقلم: ولاء عسل