غفران الحسايني كاتب وباحث في الحضارة والاسلاميات ممنعون من حيث لا نحتسب ومحرّم علينا الخروج من حيث لا نشعر وبقوّة لا نراها….
لو قصّ علينا القرآن خبر أمر نزل بأهل الأرض في عصر من العصور بلغ فيه العلم مبلغا عظيما ووصل به الناس إلى القمر وتطوّر فيه الطب بحيث يركّب قلب مكان آخر وتزرع عين مكان أخرى وتغيّر بالعلم الجينات البشريّة والحيوانيّة والنباتيّة وتزرع البويضات في الأرحام .. يخبرنا القرآن أنّ هؤلاء حرّم الله عليهم مغادرة بيوتهم بضعة أيام او أشهر، وهذا المنع كان بجنود لم يروها جاءتهم من حيث لا يشعرون أو من حيث لا يحتسبون فلم يحضروا حتّى جنائز موتاهم ولم يودّعوهم ..
لقال كثيرون ” هذه أساطير الأوّلين، وهذا خبر يناقض العقل والمنطق وقانون الطبيعة والسببيّة ولقال متعقّل مؤمن في أحسن الأحوال هذا مثل مجازي ضربه الله للناس لا غير للاعتبار “
ها نحن إذا ممنعون من حيث لا نحتسب ومحرّم علينا الخروج من حيث لا نشعر وبقوّة لا نراها… تلزم البشريّة بالبقاء في بيوتها وقد أعلنت منظمة الصحّة العالميّة ” أن لا مساس بين البشر” وأصدرت المحاكم عقوبات ردعيّة على من يضبط متجوّلا…؟؟
كم قرأت في القرآن أنّ الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب ، كم قرأت أنّه قد جاءهم أمر من حيث لا يشعرون,, وكم رددت أنه قد يكون الأمر بغتة فما استطاعوا مضيّا ولا هم يرجعون …فكنت اتساءل كيف؟؟ حتّى رأيت وأبصرت بالقلب والعقل 4 مليارات إنسان في الحجر الصحي ومدن عظيمة خاوية على عروشها ..
هاجر واسماء