منوعات

ريادة الأعمال في مصر: طاقة شبابية تُحرك المستقبل

بقلم : محمد الخشاب
باحث دكتوراة في إدارة الأعمال
في السنوات الأخيرة، أصبح حلم بدء مشروع خاص حقيقة يعيشها آلاف الشباب المصري. لم تعد ريادة الأعمال فكرة نادرة، بل تحولت إلى قوة دافعة تُعيد تشكيل الاقتصاد وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع والعمل.
ما الذي يدفع هذا التحوّل؟
أولاً، هناك دعم متزايد من الدولة عبر مبادرات مثل “مصر تبتكر”، وبرامج الحاضنات والمسرعات التي تساعد الأفكار على النمو. ثانيًا، تطور البنية الرقمية — خصوصًا مع انتشار شبكات الإنترنت عالية السرعة — فتح الباب أمام حلول مبتكرة في مجالات مثل التعليم الإلكتروني، الصحة الرقمية، التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية.
والأهم من كل ذلك هو الشباب.
مع أكثر من 60% من السكان تحت سن الثلاثين، يملك المجتمع المصري طاقة هائلة من الحماس والإبداع. واليوم، باتت روح المبادرة جزءًا من ثقافة الجيل الجديد، الذي يرى في التحدي فرصة، وفي الفكرة الصغيرة بذرة لمشروع كبير.
وقد بدأت ثمار هذا الجهد تظهر بوضوح.
شركات ناشئة مصرية مثل “فوري” و”طردِّي” و”ثروة” لم تحقق نجاحًا محليًّا فحسب، بل بدأت تمتد إلى أسواق إقليمية وعالمية، لتُثبت أن الابتكار المصري قادر على المنافسة.
إضافة إلى ذلك، تغيّرت نظرة المجتمع تجاه ريادة الأعمال.
لم يعد البدء من الصفر أمرًا غريبًا، بل مصدر فخر. وأصبح الفشل يُنظر إليه كجزء طبيعي من رحلة التعلّم، لا كعقبة تقف في طريق الطموح.
ومع استمرار التحوّل الرقمي وتوسّع برامج التدريب والتأهيل، تتاح اليوم فرص غير مسبوقة للشباب لاكتساب المهارات التي تؤهلهم لبناء مشاريع مستدامة. كما أن الموقع الاستراتيجي لمصر، وحجم سوقها المحلي الكبير، يجعل منها بيئة جاذبة للاستثمار ونقطة انطلاق مثالية للشركات الناشئة نحو أفريقيا والشرق الأوسط.
كل هذه العوامل ترسم صورة متفائلة عن مستقبل ريادة الأعمال في مصر.
فبين دعم المؤسسات، وحيوية الشباب، وتطوّر البنية التحتية الرقمية، تتكوّن بيئة خصبة تُمكّن الأفكار من أن تصبح واقعًا ملموسًا.
في النهاية، المستقبل لا يُنتظر، بل يُبنى.
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يملك كل شاب وشابة في مصر الأدوات، الفرص، والإلهام ليبدأ رحلته الخاصة… وربما يكون مشروعه الصغير هو الشرارة التي تُضيء اقتصاد الغد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى