دور السلط المحلية والمجتمع المدني في مكافحة الكورونا
تمهيــد :
- الكورونا ظاهرة مرضية عالمية تهدد الانسانية وتستوجب التوقي.
- مكافحة انتشار الكورونا هو جهد مشترك بين الدولة وجميع مكونات المجتمع المدني.
لمفهوم المجتمع المدني انتشار كبير في الخطاب المعاصر وأصبح من المفاهيم الشائعة والمألوفة والمقبولة في تونس خاصة بعد الثورة إذ لا يمكن الحديث عن ديمقراطية دون مشاركة فعلية لأفراد المجتمع المدني ولا يمكن للمجتمع تحقيق نجاح مسار ديمقراطي شامل ومتكامل إلا بمجتمع مدني قوي وفاعل مدنيا كقوة اقتراح ومتابعة وفضاء للعمل والتوعية.
مفهوم المجتمع المدني :
ـ المجتمع المدني هو حصيلة المؤسسات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميدانها الخاص ولا تمارس السلطة ولا تستهدف الحصول على منافع اقتصادية وتمثل الحلقة الوسيطة بين جمهورها وبين السلطة التنفيذية ” ( د .علي حنوش ). - المجتمع المدني هو جمعيات مستقلة عن الدولة تشتغل لأهداف إنسانية (ثقافية اجتماعية بيئية الخ …..) وتصنف حسب مجال نفوذها إلى دولية ووطنية .
يتجسد دور المجتمع المدني من خلال جملة النشاطات والأعمال التي تقوم بها الجمعيات الغير حكومية لتحقيق ذلك الغرض والتي هي في حقيقة الحال الأهداف التي أنشأت من أجلها تلك الجمعيات وتتمثل في :
التوعية بضرورة مكافحة الأمراض السارية :
التوعية المبكرة بمخاطر الأمراض السارية والكورونا خاصة.
- تأهيل أفراد المجتمع في كل مراحله العمرية و طبقاته الاجتماعية على مبادئ مثل :
التعاون المشترك والتضامن
التعايش المشترك
الحوار التفاعلي
مهارة الاستماع للآخر
نشر الوعي لدى المحيط العائلي و تثقيف الأطفال و الشباب تدريجيا بحقوقهم وواجباتهم و تنمية شعور التضامن والتآزر لديهم .
تحذيرهم من سلبيات انتشار المرض
– التوعية بمخاطر الكورونا و أضراره على الفرد و المجتمع وطرق التوقي منه
تقديم المساعدة في الاعلام عن المشتبه فيهم و تحركاتهم و اماكن تواجدهم.
الفرد في المجتمع المعاصر له دور مهم في مساعدة السلط في مجال مكافحة الأمراض السارية وخاصة الكورونا من خلال امداد الجهات المختصة بالمعلومات التي تسهم في الحد من العدوى.
- نشر القرارات المتخذة في اطار الحد من انتشار المرض.
ـ المساهمة في أعداد البحوث والدراسات حول فيروس الكورونا و سبل التصدي له وتقديمها إلى الجهات المعنية بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع نتائجها موضع التطبيق .
2 ـ التعاون والتنسيق مع وزارات الدولة ومؤسساتها المعنية بموضوع الأمراض السارية و مقاومتها.
3 ـ العمل على صياغة مقترحات وتوصيات لوضع مشاريع وقوانين خاصة بالتوقي من الأمراض السارية.
حتى يتمكن المجتمع المدني من لعب دور فاعل ورئيسي لابد من :
1 ـ أن يكون الأفراد الناشطين على معرفة كافية بأسباب انتشار كورونا وتأثيرها المباشر المحتمل على المتعرض لها ( المتضرر)
2 ـ معرفة النصوص القانونية والتراتيب والقرارات الموجودة في المجال والجزاءات المتضمنة لها.
3 ـ مهارات مختلفة في التواصل والتفاوض والإقناع والقدرة على اقناع الرأي العام .
4 ـ معرفة الجهات التي يمكن التوجه إليها والإجراءات الممكن إتباعها .
6 ـ القدرة على خلق فهم مشترك لمشكل الأمراض السارية وسبل مكافحتها,
7 ـ القدرة على بناء العلاقات كتطوير العمل الجمعياتي وتبادل الخبرات .
كيف نحقق ذلك ؟
لتحقيق الأغراض والأهداف التي يسعى المجتمع المدني لبلوغها ولتنمية القدرات الذاتية للناشطين يحتاج الأمر إلى :
1 ـ القيام بدورات تدريبية :
ـ بمبادرة من الجمعيات المدنية.
ـ بطلب من الفئات التي تقطن بأماكن مهددة
الهدف من الدورات التدريبية :
تفعيل دور الجمعيات في مواجهة مخاطر الأمراض السارية وذلك بدراسة مهارات الاتصال والتفاوض وكيفية تكوين واقناع الرأي العام بمعرفة الوسائل القانونية لإنفاذ القوانين والتشريعات القانونية والاحتكام للقضاء إن اقتضى الأمر ذلك والوعي بجهود السلط في مقاومة الكورونا والحد منه .
ـ تكوين معرفة صحيحة وكافية حول مسببات الأمراض السارية وتأثيراتها السلبية على المجتمع و الفرد وطرق التوقي منها.
2 ـ إصدار مطويات :
موجهة : ـ للناشطين في الجمعيات المدنية
ـ للمواطنين.
تتضمن : ـ صور و كتابات تبرز مخاطر الكورونا و كيفية التوقي منه
المعرفة الصحيحة بالتشريعات والنصوص القانونية من طرف الناشطين في الجمعيات المدنية أو من طرف المواطنين تؤدي الى تعزيز احترام القرارات.
على مستوى البرمجة والتعبئة :
- التنسيق والتواصل بين الجمعيات الناشطة في مجالات أخرى وبناء علاقات عن طريق الاتحاد والتشبيك بهدف تبادل الخبرات والتجارب والتعاون ثم المساندة والتعبئة عند اللزوم (الربط بين الجمعيات المحلية والوطنية والدولية).
- بناء علاقات طيبة مع المسؤولين وصناع القرار لتحسين التواصل معهم للتوقي من الكورونا,
- إيجاد مصادر تمويل دون أن يؤدي ذلك إلى التأثير عن الأهداف العامة للجمعيات أو في حيادهم (التوظيف الحزبي).
العراقيل :
1 ـ الخلط بين العمل المدني والسياسي الحزبي
2 ـ ضعف الاعتمادات المادية ونقص الوسائل المتاحة الخاصة على مستوى التمويل
3 ـ ضعف الوعي بالحقوق التي تكفلها التشريعات القائمة
4 ـ عدم معرفة الجهات التي يمكن التوجه اليها والاجراءات التي يمكن اتباعها
5 ـ محدودية المعرفة بمسببات الكورونا ودرجة خطورتها وتأثيرها على الفرد و المجتمع
6 ـ إقصاء فئة معينة من فئات المجتمع خاصة النوع الاجتماعي ( المرأة، الأطفال، ذوي الاحتياجات الخاصة ).
7 – عدم شمول تدخل المجتمع المدني لفئة من الفئات المستهدفة أو الاطراف الفاعلة كاستبعاد المسؤولين أو عامة الناس
8 ـ غياب رؤية واضحة لمهامها
9 ـ غياب ثقافة التطوع ومحدوديتها خاصة لدى الشباب
10 ـ عدم العمل الميداني والاقتصار على العمل المكتبي
11ـ عدم وجود طريقة ومنهجية واضحة للتدخل
12ـ الاستغلال من أطراف حزبية أو فردية لخدمة مصالحها عوضا عن خدمة الهدف الذي أنشأت من أجله الجمعية
13 ـ عدم وعي الإعلام بأهمية المشاركة في التوقي من الأمراض السارية والكورونا خاصة
المخاطر
- عدم فهم الإعلاميين لدورهم الحقيقي في التوقي من الكورونا.
- نشر المعلومات بغية الحصول على السبق الصحفي دون التثبت يؤدي إلى الذعر والقلق لدى المواطنين.
• للكورونا تأثير حقيقي و مباشر بالفعل على صحة الإنسان ولها عواقب وخيمة على التمتع بالحق في الحياة والحرية والسلامة الجسدية للضحايا (الفصل 38 الدستور) ويضاف إلى ذلك التكاليف الفردية
• تعرض السلم والأمن للخطر وتهدد التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
جمال نصر
رئيس فرع المحكمة العقارية بقابس