دراسة علميّة: الكون الّذي نعيش فيه مرآة لكون آخر يعود بالزّمن إلى الوراء!

يبدو أنّ هذا الكون حافل بالخفايا والأسرار الّتي مازلنا نجهلها، والّتي لم تشبع تلك الأسئلة الحارقة التي قد تتبادر إلى أذهاننا و تدور في عقولنا بين الفينة والأخرى. ما الّذي وجد قبل الزمن؟ قبل المكان؟ قبل الكون؟…
في مرحلة ما من حياتنا قد نتساءل كثيرا دُون أن نحظى بإجابات تنطوي على حقائق مطلقة. ما يدعونا دائما إلى التّفكير والشكّ عسى أن نبلغ طريق اليقين. ربّما قد تُميط هذه الشّكوك اللّثام وتكشف عن نفسها يوما ما.
ولا بدّ أنّكم تعلمون أن كوننا الذي نعيش فيه يتحرك فيه الزمن إلى الأمام، من الماضي إلى المستقبل. لكن ماذا إن كان هناك كون آخر يعود فيه الزمن إلى الخلف؟ هل يمكن أن نتخيّل كونا يسير فيه الزّمن إلى الوراء؟!
نعم. أثبتت دراسة علمية جديدة نشرتها جامعة كورنيل الأمريكية، فيها طرح علماء الفيزياء نظرية جديدة مثيرة للجدل، أنّ داخل الكون الذي نعيش فيه عالما آخر يُشبه عالمنا الذي نحن فيه بشكل تامّ لكنّ الزّمن فيه يعود إلى الوراء. وقد يعتبر البعض هذه النظرية “عبثيّة” إلاّ أنها تنطوي على أدلّة علميّة تجريبية.
وتُشير ورقة بحثية تمّت مراجعتها من قبل فريق دولي من علماء الفيزياء النظرية إلى وُجود ما يُسمّى “الكون المُضاد” الذي يعود فيه الزمن إلى ما قبل “الانفجار العظيم” (Bing bang)، وهو نموذج كوني استخدمه العُلماء لوصف أصل الكون وتطوّره.
أوضح العلماء أنّ البشر في هذا الكون يظهرون بداية كبارا في السنّ ثمّ يصغرون حتّى مرحلة الولادة. ويرى أصحاب هذه النظرية بأنّ كلّ هذا يحدث بطريقة كما لو أنّ “جدارا لا يُمكن اختراقه” بين العالم الّذي نعيش فيه وذاك العالم اللاّمرئي. وهو ما قد يمنعنا من معرفة ما يدور في عالمهم.
ارتكزت الدّراسة على ثلاثة تناظرات أساسيّة وهي الشحنة والتكافؤ والوقت.
عندما تنعكس شحنة الجسيم في تفاعل معين ينتج عنه شحنة متساوية ومعاكسة، والتّكافؤ هو أنّك إذا نظرت إلى الصورة العكسية للتفاعل ستحصل على نفس النتيجة، أمّا الوقت فيُملي أنّه عند القيام بأيّ تفاعل في الوقت المناسب سيبدو كما هو. ويُعرف هذا التناظر الأساسي باسم CPT.
تخضع هذه التفاعلات الفيزيائية عمومًا لهذه التناظرات، لكن لم يلاحظ الفيزيائيون مطلقًا في وقت واحد انتهاكًا لقوانين الطبيعة هذه. و يفترض الباحثون أنه بينما ينطبق هذا التناظر على التفاعلات، فإنه يمكن أن ينطبق أيضًا على الكون بأكمله، ما يوسّع هذا التّناظر المشترك.
وفق هذا التصوّر، للحفاظ على هذا التناظر، يجب أن يكون هناك كون معكوس يُوازننا، ممّا يعني أنه سيكون مليئًا بالجُسيمات ذات الشحنات المعاكسة لشحناتنا وردود الفعل في الوقت المناسب.
ويُمكن أن نُشير إلى أنّ أفلام الخيال تتحدّث أيضا عن التوازن غير المستقر بين الخير والشر. هذه الفكرة الأساسية للتوازن هي التي دفعت العلماء إلى الاعتقاد بوجود كون مرآة.
لا يعتقد العلماء أننا سنكون قادرين على زيارة “الكون المضاد” المقترح لأنه موجود تقنيًا خلف “الانفجار العظيم”، أي قبل أن يبدأ كوننا. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن إجراء مزيد من التحقيق في “النيوترينوات” و”المادة المظلمة” يمكن أن يكون خطوة نحو إثبات نظرية “الكون المضاد”.
رُبّما قد نرى المزيد من الأبحاث العلميّة الّتي تغوص في هذا المجال لتُطلعنا على المزيد من الخفايا. ما رأيكم؟