”أمس، تعرّضت إسرائيل لمفاجأة استراتيجية بحجم حرب يوم الغفران، ولكن أكثر إذلالا.
في حينه كانت هناك دولتان مستقلتان مع جيشين نظاميين عظيمين، آلاف الدبابات، سلاحا جو، استخبارات ودعم من القوى العظمى.
أما اليوم، فالحديث يدور عن منظمة إرهاب نعرّفها كتافهة، بدون سلاح جو، بدون مدرّعات، بدون بنى تحتية، محاصرة ومعزولة أمام آلة الاستخبارت والإحباط الأكثر تطورا في العالم. وبعد كل ذلك، هي التي انتصرت. في عالم الرياضة، كان يتعيّن على حماس أن تعتزل ليلة أمس. فأعلى من هذه الذروة ما كانت لتصل. بحثوا عن صورة انتصار فوجدوا ألبوما كاملا. أنزلوا قوة عظمى على الركبتين، وذهلوا أنفسهم من حجم نجاحهم. قبل نحو ثلاثة سنوات جلست في إحاطة عميقة لدى أحد أكبر رجالات جهاز الأمن.. مسؤول عن لجم وإحباط وتصفية حماس. قال لي: “هذه هي المنظمة الأكثر جديّة”. “هُم أكثر تصميما من حزب الله. هُم شجعان، هم ليسوا إمّعات، يعرفون ما يفعلون، محظور الاستخفاف بهم. يوجد لهم صبر، هم لا ييأسون. هم يستغلون الفرص، ويمكن أن يكونوا خطرين جدا”.