سياسة

“الوقت ينفد”.. المقاومة تسلم أسرى الاحتلال برسالة تحذير مشفرة

سلّمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صباح اليوم، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وذلك ضمن المرحلة السادسة من صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ**”طوفان الأقصى”**.

رسالة الوقت الضائع

وأرادت المقاومة الفلسطينية إيصال رسالة واضحة خلال عملية التسليم؛ حيث قدّم مقاتلو القسام للأسرى المفرج عنهم ساعة رملية كُتب عليها “الوقت ينفد”، في إشارة إلى مصير بقية الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة المقاومة، وتحذيرًا من عواقب أي مماطلة في تنفيذ بنود الصفقة.

مراسم التسليم.. حضور عسكري ورسائل رمزية

وشهدت مدينة خان يونس انتشارًا مكثفًا لعناصر كتائب القسام وسرايا القدس قبيل عملية التسليم، التي تمت عبر مركبة غنمها مقاتلو المقاومة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، في مشهد أرادت من خلاله المقاومة التأكيد على أن المعركة مستمرة حتى تحقيق أهدافها.

وعُلّقت في موقع التسليم لافتات حملت عبارات ذات دلالات سياسية عميقة، منها:

“لا هجرة إلا للقدس”

“نحن الطوفان يا قدس فاشهدي”

“عبرنا مثل خيط الشمس”

كما وُضعت صورة للأسير الإسرائيلي متان تسنجأوكر ووالدته عيناف، مرفقة بعبارة “الوقت ينفد”، في تذكير ضمني بضرورة التحرك سريعًا لاستكمال الصفقة قبل فوات الأوان.

تصريحات الأسرى المفرج عنهم: القلق يسيطر

وبعد الإفراج عنهم، تحدث الأسرى الثلاثة عن تجربتهم ورسائلهم للحكومة الإسرائيلية.

ساغي ديكل: “أطلب من الحكومة أن تبذل كل ما في وسعها لاستمرار الصفقة”.

يائير هورن: “لا بد من إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم… الوقت ينفد”.

ساشا تروبنوف: “يجب ألا ننسى من تبقى هناك، خلف القضبان”.

هدية غير متوقعة ورسالة إنسانية

وفي خطوة لافتة، كشفت مصادر في كتائب القسام عن تقديم قطعة ذهبية كهدية للأسير ساغي ديكل، مخصصة لابنته التي وُلدت أثناء فترة احتجازه.

واعتُبرت هذه البادرة رسالة مزدوجة، إنسانية وسياسية، تؤكد أن المقاومة تحمل خطابًا يتجاوز حدود المواجهة المسلحة.

حماس: لا هجرة إلا للقدس

وفي بيان رسمي، شددت حركة حماس على أن عملية التبادل تأتي تأكيدًا على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته، قائلة:

“هذه المشاهد تُظهر للعالم بأسره أن المقاومة وحدها هي التي تصنع التغيير، وأن القدس ستبقى الوجهة والغاية، مهما حاول الاحتلال عرقلة المسار”.

وأضافت الحركة أن تنفيذ المرحلة السادسة دليلٌ آخر على أن مفاوضات التبادل تمضي وفق رؤية المقاومة، مطالبةً الوسطاء الدوليين بالضغط على الاحتلال للالتزام ببنود الاتفاق كاملة.

تفاصيل الصفقة: مراحل متتابعة وضغوط متزايدة

وتأتي هذه الخطوة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير 2025، ويتضمن عدة مراحل لتبادل الأسرى، بوساطة مصرية وقطرية ورعاية أمريكية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن المقاومة تسعى في المرحلة المقبلة للإفراج عن مزيد من الأسيرات والأطفال الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين آخرين، وسط ضغوط من عائلات المحتجزين على الحكومة الإسرائيلية لتسريع تنفيذ بقية الصفقة.

مشهد مفتوح على احتمالات متعددة

ومع استمرار تنفيذ بنود الاتفاق، يبقى المشهد السياسي مفتوحًا على احتمالات عديدة، في ظل تجدد التوترات الميدانية والتعقيدات التي تحيط بالمفاوضات.

ويبقى السؤال الأبرز: هل سينجح الطرفان في استكمال الصفقة، أم أن الوقت سينفد بالفعل قبل الوصول إلى محطته الأخيرة؟

 

بقلم: أماني يحيي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق