الكورونا و الاستقرار الاجتماعي
يمكن القول ان الكورونا لم تحسن اختيار توقيت “التسرب ” الى تونس . ذلك ان البلد يشكو من مشاكل اجتماعية و اقتصادية متراكمة يضاف اليها عدم استقرار سياسي و حكومي اذ لم يمض شهر على تولي حكومة الياس الفخفاخ مقاليد الامور . و قد اظهرت ازمة الكورونا المستجدة بوضوح نقائص قد تكون لها تداعياتها السلبية التي لا نريدها لبلادنا في هذا الظرف الدقيق و الحساس . هناك حالة من التجاذب السياسي و المؤسساتي الواضحة بين رئاسة الجمهورية و رئاسة مجلس نواب الشعب و هو تجاذب اثر على رئاسة الحكومة و يتجلى في كيفية التعامل مع طلب الياس الفخفاخ تمكينه من العمل بالمراسيم اذ لم يمنحه مجلس نواب الشعب الا تفويضا بشهر و لم تقع لحد الان المصادقة على الامر . هناك عدم تنسيق في الاتصال و غياب لمركزته و هو ما خلق حالة من الارتباك الواضح . و لن نخوض في هذه المساهمة في الجانب الصحي لمقاومة الكوورونا الا بالاشادة بجهود جنود الصحة و دعمهم و لكن هناك وضع اجتماعي صعب يتعين التنبيه الى خطورته و يتمثل في عدم توفر الغذاء و المال لدى قطاعات واسعة من التونسيين و التونسيات يعيشون قبل الكورونا حالات صعبة و يعانون من الهشاشة المهنية و الاجتماعية و اتضح انهم قد ازداوا هشاشة بسبب الكورونا . لا بد من حلول عاجلة و قابلة للتنفيذ لهؤلاء الذين تتدهور ظروفهم المعيشية . من الضروري ان يتم تشكيل لجان ميدانية مصغرة تتولى كل لجنة الاحاطة بمائة اسرة على اقصى تقدير و تتولى مهمة ايصال الغذاء و مساعدات مالية عينية لكل اسرة . هذه العملية من شانها ابراز التضامن و ايضا توفير المستلزمات الحياتية للجميع و لا بد ايضا من الضرب بشدة على ايادي الذين يحتكرون و يضاربون لانهم خطر على السلم الاجتماعي و لانهم فاقدون لادنى شعور بالانسانية و المواطنة
محمد صالح الجنادي – خبير اقتصادي