منوعات

التمثيل الفلسطيني خط أحمر في قمة شرم الشيخ

شرم الشيخ – شمس اليوم

مع اقتراب انعقاد القمة الدولية في مدينة شرم الشيخ المصرية، تبرز مجددًا قضية التمثيل الفلسطيني كإحدى أهم النقاط المحورية التي لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها.
فبينما تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه المداولات حول ملفات الإعمار، والاستقرار الإقليمي، والتعاون الأمني، يبقى الحضور الفلسطيني الكامل والمستقل شرطًا أساسيًا لأي حوار سياسي ذي مصداقية.


القضية الفلسطينية في قلب القمم الدولية

منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ظل تمثيل فلسطين في المحافل الدولية رمزًا لسيادتها السياسية وشرعية نضالها الوطني.
ولذلك، فإن أي قمة تُعقد على أرض عربية، وبخاصة في شرم الشيخ، لا يمكن أن تتجاهل الصوت الفلسطيني الذي يمثل ملايين يعيشون تحت الاحتلال ويكافحون من أجل الحرية والدولة المستقلة.

التمثيل هنا ليس شكليًا ولا بروتوكوليًا، بل هو موقف مبدئي وأخلاقي يعبّر عن التزام المجتمع الدولي تجاه العدالة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.


مصر ودورها المحوري

لطالما كانت القاهرة، من خلال استضافتها المتكررة للقمم العربية والدولية، حاضنة الموقف الفلسطيني وداعمة لحقوقه الثابتة.
ويُنتظر من قمة شرم الشيخ أن تؤكد هذا الموقف الراسخ، وأن تُوجّه رسالة واضحة بأن أي محاولة لتجاوز التمثيل الفلسطيني ستُعدّ مساسًا بشرعية القمة نفسها، وتقويضًا للثقة السياسية بين الأطراف المشاركة.


رسالة إلى القوى الدولية

إن غياب أو تهميش التمثيل الفلسطيني في قمة من هذا الحجم يفقدها توازنها الأخلاقي والسياسي، لأن فلسطين ليست ملفًا جانبيًا في جدول الأعمال، بل القضية المركزية التي تحدد وجهة الاستقرار في المنطقة بأسرها.
ولذلك، فإن احترام حضور فلسطين في شرم الشيخ هو اختبار لمصداقية المجتمع الدولي وقدرته على التعامل مع جذور النزاعات، لا مع نتائجها فقط.


ردود فعل عربية ودولية متوقعة

تتوقع الأوساط السياسية أن تحظى مشاركة فلسطين في قمة شرم الشيخ بتأييد عربي واسع، وخاصة من الدول التي ترى أن الاعتراف بالتمثيل الفلسطيني ضمانة للاستقرار الإقليمي.
كما يرجّح أن تدعم قوى دولية كبرى هذا الموقف، حرصًا على توازن المداولات ومنع انقسامات سياسية قد تُضعف من مخرجات القمة.
في المقابل، قد تبرز بعض المواقف المتحفظة من أطراف تسعى لتقليص الحضور الفلسطيني، غير أن المزاج العام الإقليمي يبدو ميالًا لتثبيت الحضور الفلسطيني كشرط لا تنازل عنه.


إن قمة شرم الشيخ تشكل لحظة فارقة لإعادة التأكيد على أن التمثيل الفلسطيني خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه.
فمن دون فلسطين، لا معنى لأي حديث عن سلام شامل أو استقرار دائم.
ومن دون صوتها، تبقى القمم ناقصة والمخرجات مبتورة، لأن العدالة تبدأ من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أن يكون حاضرًا حيث يُصاغ مستقبل المنطقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى