أحداث الخريف العربي في وطني
آلام موجعة ، وسط محاولات لضربات قاسمة تستهدف العمق الإستراتيجي لهذا الوطن ،
إغتنمت الفرصة العائلة الحاكمة في قطر للإنقضاض على الوطن ..كان ذلك سببه إستغلالهم غياب وإنهيار مؤسسات الدولة العميقة ،حيث كان لقطر دور محوري (عوامل مساعدة) للدعم المالي واللوجستي في تلك الأزمة ..
حاولت بكل إصرار بلدان الغرب إسقاط سلطة الدولة العميقة ، وسلطة المدينة ، وسلطة الإجماع ..
فلم يبقوا في تلك الأحداث الإستثنائية إلا سلطة واحدة تمثلت في سلطة العصابات والمليشيات المسلحة .
إن تلك الإضطرابات المصطنعة ، لم تعد في إطار شرق ، أوغرب ، أو جنوب ..
ولم تعد في إطار قبلي ، أو في إطار مدن وقرى أيها المحترمين الأفاضل ،
بل هي محاولة إستراتيجية في إبقاء إطار مجموعات مسلحة ذات إيدولوجية معينة ..
لتصول وتجول أرجاء هذه البلاد ، لإظهار أن هذا الوطن أثبت فشله وسط المجتمع الدولي ،
لقد أصبح النسيج الإجتماعي يتفكك شيئاً فشيئاً ، وأصبحت المدن تنهار من الداخل بشكل مدروس ..
إنها الفوضى الخلاقة ،
التي تعتبر من أشد الإضطرابات التي تشهدها الدول المنهارة ..
يصعب في مثل تلك الحالات ممارسة إي ضغوط على تلك التشكيلات الغير شرعية القبول بأي حكومة مدعومة من الأمم المتحدة ،
بل يصعب حتى وقف التناحر وإيجاد أي مخرج لحالة الفوضى المرعبة تلك ..
ليس هناك إلا مخرج واحد يتمثل في التدخل السياسي المباشر والقوي تحت مظلة أممية ..
هذه القوة تكون لدعم طرف وحيد بالداخل يمكن من خلال تلك القوة القضاء على المليشيات المصطنعة ، والمجموعات الإرهابية المرتزقة ،وهي مواصفات تنطبق فقط على المؤسسة العسكرية ،
حيث للقطاع العسكري والأمني والمخابراتي مهام تتسم بإعادة السلم والإستقرار وفق القانون الدولي ..
وهي قطاعات تنفيذية ضاربة لإعادة هيبة الوطن ،
غير ذلك مضيعة للوقت ..
أما من يتشبث بالشرعية وأولياء الأمر أقول لهم بأن الوقت قد فات آوانه ..
وأخيراً فإن هذا المجتمع سينهض كما كان عليه في السابق ولن يلزمه المتآمرون طالما أبناءها حماتها ..
وأخيرا وليس آخرا فقد مللنا السقي والساقي ..
المعتز بالله الدابلة
ضابط أمن عام ، وباحث أكاديمي في الأزمات الأمنية تجاه البعثات الدبلوماسية