وزارة الصحة العمانية تفعل المرحلة الثانية من حملة الفحص الطبي قبل الزواج

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
نعي جميعا أهمية الأسرة كحَجرُ اساسُ في تكوين المجتمع ونشأته، لذا أولت وزارة الصحة العمانية منذ بداياتها اهتمامًا بالغًا بصحة الأسرة من خلال العديد من البرامج الوقائية والعلاجية التي تستهدف الأم والطفل ، وإيمانًا منها بأن الوقاية خير من العلاج تبنت برنامج الفحص الطبي قبل الزواج منذ عام 1999م كأحد البرامج التي تستهدف صحة وسلامة الأسرة قبل بدء نشأتها، فهو أحد أهم الإجراءات الوقائية المتخذة للحد من نسبة انتشار أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية في سلطنة عُمان وبالتالي خفض نسبة المراضة والوفيات الناتجة من تلك الأمراض . وتُقدم خدمة الفحص الطبي قبل الزواج في سلطنة عُمان بالمؤسسات الصحية لجميع العمانيين المقبلين على الزواج والراغبين في إجراء الفحص بشكل اختياري من قبل الطرفين عبر المؤسسات الصحية بهدف: الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا بيتا وفقر الدم المنجلي) وبعض الأمراض المعدية ( التهاب الكبد ب/ج، ونقص المناعة المكتسب (الإيدز) (ومرض الزهري)، نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل، تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع .
وقد أثبتت الدراسات أن الفحص الطبي قبل الزواج هو أنجح وسيلة للحد من انتشار أمراض الدم الوراثية، حيث أن إجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج يُظهر احتمالية وجود جينات مصابة بخلل لدى المرأة أو الرجل، والذين لا تظهر عليهم الأعراض المرضية وبالتالي يساعد على الحد من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال. ولا يقتصر الفحص الطبي قبل الزواج على من لديه أقارب مصابون بأمراض الدم الوراثية فعدم وجود أي إصابة أن لايعني إن الشخص لا يحمل مورثات الأمراض الوراثية . كما إن للفحص دور كبير في الحد من خطر تناقل الأمراض المعدية والمنقولة جنسيًّا والتي يمكن أن تنتقل للأبناء أثناء الحمل أو الولادة.
وفي الواقع فإن عبء هذه الأمراض لا يكون صحيًا فقط بل يشمل أعباءً اجتماعية ونفسية واقتصادية؛ حيث تؤدي إلى حدوث الأزمات النفسية التي تنعكس آثارها على جميع أفراد الأسرة، كما يترتب أيضا على انتشار هذه الأمراض أعباء مالية والالتزامات المترتبة على كثرة التردد والتنويم بالمؤسسات الصحية .
ونحن على أعتاب تطبيق قرار إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج مطلع عام 2026م كان من المهم الأخذ في الاعتبار أن نبدأ حيز التطبيق ومجتمعنا يتمتع بأعلى مستوى من الوعي والإقتناع بأهمية الفحص ودوره في تنشئة أسرة معافاة وبالتالي مجتمع أكثر صحة .
من هنا جاءت أهمية تنفيذ حملة توعية إعلامية خاصة بهذا الموضوع للمجتمع تهدف إلى تقبل المجتمع وزيادة إقباله على الفحص قبل الزواج والتشجيع عليه . تم تدشينها في يناير من هذا العام وتستمر حتى نهاية ديسمبر 2025 بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية والأهلية ، يتم تفعيلها عبر ثلاث مراحل تستمر كل مرحلة أربعة أشهر يتم خلالها : التعريف بالبرنامج وأهميته، الآثار الصحية المترتبة على الإصابة بالأمراض الوارثية والمعدية، إلزامية الفحص قبل الزواج كأحد مستلزمات إتمام عقد الزواج.
تستهدف الحملة بشكل رئيسي المقبلين على الزواج مع مخاطبة بعض الفئات الداعمة لنا في مسيرة التوعية مثل أولياء الأمور. وتقوم الوزارة حاليا بتفعيل المرحلة الثانية من الحملة وهي مرحلة التوعية من الآثار الصحية المترتبة على الإصابة بالأمراض الوارثية والمعدية .
تهدف هذه المرحلة للتعريف بالأمراض الوراثية والمعدية المستهدفة بالبرنامج والوقوف على آثارها الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية ليست على المصاب وحسب وإنما على الأسرة بشكل عام وتداعيات تناقلاتها وانتشارها في المجتمع . وسبل الوقاية منها والحد من انتشارها عبر بث رسائل توعوية من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي وكادر التوعية الصحية بالوزارة وكوادر التوعية بالقطاعات الحكومية والاهليه المشاركة في تنفيذ الحملة .
من هنا ننتهز الفرصة لدعوة المجتمع ونؤكد على أهمية الفحص الطبي للشباب المقبلين على الزواج وندعو أولياء الامور إلى حث ابنائهم المقبلين على الزواج على إجرائه؛ فخدمات عيادات الفحص الطبي قبل الزواج متوفرة بكل المراكز الصحية كل ما على الراغبين في الزواج الحضور سواء بشكل فردي، أو حضور كلا الطرفين وإجراء الفحص.
وسيتم التعامل مع نتائج الفحص الطبي قبل الزواج بسرية تامة ولا يفصح عنها إلا للشخص المتقدم للفحص وإعطاء المشورة الوراثية وتقديم الخيارات والبدائل المناسبة له من أجل التخطيط الأمثل لبناء أسرة سليمة صحيًّا وليس التدخل في قرار الطرفين في إتمام الزواج من عدمه .
ونؤكد ختاماً إن إجراء الفحص قد يأخذ حوالي الساعة من وقت المراجع ، لكنه بالتأكيد يسهم في بناء حياة أسرية سليمة معافاة وأكثر استقراراً