نهاية حكومة الجولاني؟ تحولات إقليمية ودولية تخلط أوراق الشمال السوري

تعيش الساحة السورية، وتحديدًا في مناطق الشمال، مرحلة مفصلية قد تضع حدًا لحكومة الجولاني المدعومة من هيئة تحرير الشام. فالمعطيات السياسية والميدانية الأخيرة تشير إلى أن هذه الحكومة باتت تواجه ضغوطًا متزايدة، محلية ودولية، تجعل من بقائها مسألة وقت لا أكثر.
ضربات نوعية… وتعطّل كامل للهيكل الإداري
جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة في دمشق والسويداء لتُحدث شللًا في بنية حكومة الجولاني، التي كانت تسعى إلى فرض حضورها على مشهد “الحكم المحلي” في شمال سوريا. هذه الضربات، وفق مصادر مطلعة، أربكت الجولاني وأفقدته السيطرة على مجريات الأحداث الميدانية، خصوصًا في مناطق الأقليات التي حاول أن يُحكم قبضته عليها في الأسابيع الماضية.
البديل المطروح: مظلوم عبدي؟
في المقابل، تتحرك قوى إقليمية وازنة مثل الإمارات والأردن ومصر والعراق لدفع باتجاه إسقاط حكومة الجولاني، وطرح مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، كخيار محتمل لمرحلة انتقالية جديدة في شمال سوريا. وبحسب هذه المصادر، فإن الأداء القمعي للجولاني ومحاولته فرض سيطرة أمنية متشددة، إضافة إلى تنفيره الدول الأوروبية بممارساته الراديكالية، ساهمت في دفع العواصم الغربية نحو هذا الخيار.
تصريحات تركية تكشف تغيير قواعد اللعبة
التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي حول خريطة طريق جديدة لسوريا، بدعم مباشر من الرئيس رجب طيب أردوغان، ومشاركة دولية من أميركيين وأوروبيين وسعوديين، تعزز فكرة أن المجتمع الدولي بات ينظر إلى حكومة الجولاني كعبء لا كشريك. ويرى مراقبون أن تركيا تمهد، عبر تصريحات مسؤوليها وتحركات أجهزتها الأمنية، لتغييرات جذرية في بنية الحكم في الشمال، قد تشمل استبعاد الجولاني تمامًا.
انقسامات داخلية… وتدهور في شعبية الجولاني
داخليًا، يتعرض الجولاني لانتقادات واسعة من داخل هيئة تحرير الشام نفسها. فقرار الانسحاب من السويداء فجّر موجة غضب بين المقاتلين، الذين اتهموا القيادة العسكرية والأمنية للجبهة بالجبن وسوء التقدير. كما سُجّل امتعاضٌ علني من شيوخ “التكفيريين” وبعض القادة العسكريين من أداء الجولاني في معركة السويداء وتخليه عن دعم العشائر السنية.
هذه التطورات دفعت بالبعض إلى التحذير من احتمال تعرض الجولاني للاغتيال، سواء على يد عناصر داخلية ناقمة عليه أو بفعل استهداف خارجي من قبل إسرائيل.
تركيا والفتنة الطائفية في الجنوب السوري
في خلفية هذا المشهد المعقّد، يبدو أن تركيا تلعب دورًا مزدوجًا وخطيرًا. فقد تم رصد ضباط من جهاز الاستخبارات التركي يعملون إلى جانب ضباط من استخبارات حكومة الجولاني، داخل غرفة عمليات سرية أُنشئت في أحد مقار “اللواء الرابع” السابق في الجنوب.
الهدف المعلن من هذه الغرفة هو تحريك عشائر أهل السنة في مختلف أنحاء سوريا، وتحفيزهم على الهجوم على محافظة السويداء، في إطار مخطط يُرجّح أنه يندرج ضمن استراتيجية تركية أوسع لتأجيج الفتنة الطائفية جنوب البلاد.
مشروع “اتفاقية الدفاع المشترك” التركية
الأنكى أن تركيا، وفق تقارير، تحاول استغلال هذا التصعيد لإقناع الجولاني أو من يخلفه بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك، تتيح لأنقرة تبرير وجودها العسكري الدائم في الأراضي السورية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى شرعنة النفوذ التركي عبر تقديم خدمات استشارية أمنية وعسكرية، مقابل أموال وامتيازات دائمة.
المصدر دريم إف إم