نشاط زلزالي قياسي في إثيوبيا وسط استمرار ملء سد النهضة

سجلت الأراضي الإثيوبية رقمًا قياسيًا في النشاط الزلزالي لعام 2024 بعد وقوع ثلاث هزات صباح اليوم الأحد، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 52 زلزالًا منذ بداية العام. ويعد هذا الرقم أكبر بعشرة أضعاف من المتوسط السنوي للزلازل في إثيوبيا قبل بدء تخزين المياه في سد النهضة، والذي بلغ مستوى 60 مليار متر مكعب في خزان السد. ويرى خبراء أن هذا التخزين يشكل ضغطًا كبيرًا على القشرة الأرضية الهشة في موقع السد.
تفاصيل الزلازل الأخيرة
أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، في منشور على “فيسبوك”، أن ثلاثة زلازل وقعت اليوم في منطقة الأخدود الإثيوبي، ليصل إجمالي زلازل 2024 إلى 52 زلزالًا، مقارنةً بمتوسط 5 زلازل سنويًا قبل ملء سد النهضة.
وأضاف شراقي أن الزلازل الثلاثة الأخيرة تراوحت قوتها بين 4.5 و4.8 درجة على مقياس ريختر، وحدثت على عمق 10 كيلومترات في ساعات مبكرة من صباح اليوم، على بعد 500 إلى 600 كيلومتر من موقع السد، و150 كيلومترًا من أديس أبابا. كما أوضح أن 20 زلزالًا وقعت خلال الأيام الثمانية الماضية فقط.
سد النهضة والضغط الجيولوجي
أشار شراقي إلى أن سد النهضة يحتوي على 60 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعادل 60 مليار طن، ما يفرض وزنًا هائلًا على القشرة الأرضية في منطقة تُعرف بضعفها الجيولوجي بسبب وجود الأخدود الأفريقي. ويُعد هذا الأخدود أحد أكثر المناطق الأفريقية نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا.
ورغم أن الزلازل الأخيرة تُعد ضعيفة إلى متوسطة، إلا أن شراقي حذّر من أن استمرار النشاط الزلزالي قد يُنذر بزلزال أكبر مستقبلًا، ما قد يُشكل تهديدًا مباشرًا لسد النهضة، الذي وصفه بأنه “قنبلة مائية” قد تنفجر في أي لحظة عند وقوع زلزال قوي بالمنطقة
سهيلة سالم