
رداً لجميل الشعب الليبي.. “منظومة عمال مصر الاقتصادية المستدامة” تستقبل الوفد الليبي الأول لتفعيل بروتوكول التدريب على الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
في خطوة تعكس عمق العلاقات بين مصر وليبيا، استقبلت “منظومة عمال مصر الاقتصادية المستدامة” وفداً من الشباب الليبي المتدربين والباحثين عن فرص العمل والتأهيل، وذلك في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين الحكومة الليبية، ممثلة في الهيئة العامة للتشغيل، ومجمع عمال مصر الصناعي الاقتصادي برئاسة المهندس هيثم حسين، ووزارة العمل والتأهيل الليبية برئاسة المهندس عبد الله الشارف أرحومة.
ويأتي هذا التعاون تماشياً مع توجيهات القيادة السياسية المصرية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع ليبيا، ودعماً لحملة “رعاية كريمة” المدعومة من القائد المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وبتزكية من رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، وتحت إشراف ومتابعة وزير العمل الدكتور عبد الله الشارف أرحومة.
وفي مؤتمر صحفي أقيم داخل قاعة المؤتمرات بالمجمع، أكد المهندس هيثم حسين أهمية هذا التعاون في دعم إعادة إعمار ليبيا من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة في مجالات الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلى أن الهدف هو إعداد كوادر ليبية مؤهلة لسد احتياجات سوق العمل.
كما شدد على أن “مصلحة الأمة العربية واحدة، ويجب أن نتحد لتعزيز التعاون المشترك، خاصة مع دولة محورية مثل ليبيا، التي تجمعها بمصر علاقات تاريخية واقتصادية وثيقة.”
وأشار حسين إلى أن الشباب هم أساس بناء الأوطان، وأن القيادة المصرية أكدت أن “ليبيا خط أحمر”، ما يعكس التزام مصر بدعم استقرارها وتأهيل كوادرها الشابة بما يواكب تطورات سوق العمل.
كما أشاد بدور المشير خليفة حفتر في دعم الشباب الليبي من خلال برامج التدريب والتثقيف، مؤكداً أن الأمن لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل يحتاج أيضاً إلى المعرفة والمعلومات.
وكشف عن خطط لتوسيع نطاق التعاون، من خلال نقل تجربة منظومة عمال مصر إلى مدينة درنة، وإنشاء “مدينة عمر المختار” في بنغازي كمركز جديد للتدريب وريادة الأعمال.
وأكد المهندس هيثم حسين أن “الحروب الحديثة لم تعد تُحسم بالقوة فقط، بل أصبحت تعتمد بشكل أساسي على العقول والتكنولوجيا، وهو ما يجعل الاستثمار في الشباب والتعليم أمراً ضرورياً لمواجهة التحديات المستقبلية.”
كما أشادت الدكتورة سعاد فرح الشاعري، مديرة مكتب العمل والتأهيل بالحكومة الليبية في درنة، بالدور المصري في دعم وتأهيل الشباب الليبي، مؤكدة أن “مصر دولة غنية بالثروات والثقافات، ولديها خبرات متقدمة في مجالات التدريب والتشغيل، خاصة في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.”
وقدمت الشاعري شكرها لمجمع عمال مصر والمهندس هيثم حسين، بمناسبة مرور 16 عاماً على تأسيس المنظومة، مشيدةً بالدور الذي تلعبه في دعم وتأهيل الشباب العربي.
كما أكدت أن الحكومة الليبية تولي اهتماماً كبيراً بتطوير مهارات الشباب، من خلال برامج التدريب والتأهيل، لتوفير فرص عمل حقيقية تسهم في إعادة إعمار ليبيا وتحقيق نهضتها الاقتصادية.
وفي ختام المؤتمر، شدد المهندس هيثم حسين على أن “ليبيا تمتلك كنزاً من المصانع المتوقفة التي يجب إعادة تشغيلها، وهو ما يتطلب تدريب الكوادر الشابة على أحدث التقنيات في ريادة الأعمال والإدارة، لضمان استدامة التنمية الاقتصادية في البلدين.”
بقلم: محمد أبو الخير