محمد قناوي يكتب :”سينما من أجل الإنسانية”في مهرجان الجونة

في ظل الأحداث العالمية الحالية والصراعات المتأزمة عبر مناطق مختلفة، كان الفن السابع وسيلة فعالة لتوحيد البشر جميعًا، ومنذ دورته الأولي التي انطلقت عام 2017 رفع مهرجان الجونة شعار”سينما من أجل الإنسانية” كقضية أساسية للمهرجان وطوال السنوات الخمس دورات الماضية، بذل المهرجان أقصى الجهود لدعم مختلف القضايا الإنسانية ومنها شؤون اللاجئين وتمكين المرأة والاستدامة، تعاون المهرجان أيضًا تحت مظلة سينما من أجل الإنسانية مع العديد من المؤسسات المرموقة ومنها اليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة ساويرس ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكل عام يمنح المهرجان جائزة سينما من أجل الإنسانية”جائزة الجمهور” وهي جائزة تُمنح لفيلم ذو طابع إنساني وهي عبارة نجمة الجونة وشهادة وجائزة مالية قدرها 20 ألف دولار أمريكي.
الدورة السادسة التي تنطلق الخميس القادم فى خضم الأحداث المؤسفة في الأرضي المحتلة تتجلى أهمية الأنسانية والتعاطف بين الشعوب، وينعكس شعار المهرجان الرئيسي على انشطته، فنجد المهرجان سيعرض 12 فيلما تتنافس علي جائزة سينما من أجل الإنسانية، وهي الفيلم الوثائقي الأمريكي”ارتفاع عميق”والذي يستكشف النمط المدمر للبشر في استخراج الموارد لأجل الربح، ويفضح المكائد المعقدة لمنظمة سرية مُخول لها السماح بعمليات استخراج ضخمة للمعادن التي تعتبر ضرورية لثورة البطاريات الكهربائية ، أما الفيلم الروائي “الجدار” من بلجيكا فيتناول حارسة متفانية في قوات حرس الحدود تفقد السيطرة وتقتل أحد المهاجرين المسالمين عن طريق الخطأ أمام ثلاثة شهود، في حين نجد الفيلم الوثائقي الهندي “همسات النار والماء” يوثق استنزاف الموارد والمناظر الطبيعية التي شكلتها النار والماء في منطقة لاستخراج الفحم في شرق الهند، ويتناول الفيلم الوثائقي الفرنسي “سبعة أشتية في طهران” قصة الايرانية ريحانة الجباري، ابنة التاسعة عشر عاما التى تعقد اجتماع عمل مع عميل جديد، وعندما يحاول اغتصابها تطعنه دفاعًا عن نفسها لاحقًا تُعتقل بتهمة ارتكاب جريمة قتل. باستخدام مقاطع الفيديو، والرسائل التي كتبتها ريحانة من السجن، وبمصاحبة التعليق الصوتي لزار أمير إبراهيمي، يُظهر الفيلم امرأة مذهلة رفضت التراجع عن شهادتها وأصبحت رمزًا للمقاومة، وعرض الفيلم فى مهرجان برلين السينمائي 2023 وحصل على جائزة السلام وجائزة كومباس بريسبيكتف، ومهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية 2023 جائزة مسابقةFACT، ويقدم الفيلم الفرنسي”على قارب أَدامان” نموذجا للانسانية داخل داررعاية لكبار السن تطل على نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية وهو الفيلم الذي حصل علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، ويروي الفيلم الوثائقي البرازيلي “كرورا” قصّة شعب الكراهو، وأفراده من السكّان الأصليين للبرازيل. الذين عانوا من الاضطهاد المتواصل، من خلال عيني طفلها، تعود باتبرو بالزمن إلى نحو ثلاثة عقود، إلى تاريخ أجدادها الأصليين، في قلب الغابات البرازيلية. إلا إنهم تابعوا مسيرتهم النضالية وابتكار أساليب مقاومة جديدة، عبر التمسّك بطقوس أجدادهم وحبّهم للطبيعة وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي 2023 “مسابقة نظرة ما – جائزة المجموعة”، اما الفيلم الفرنسي “ليلة مظلمة” فيتناول الهجرة غير الشرعية للعديد من المهاجرين الأفارقة الفارين من الحياة الصعبة في بلادهم نحو أوروبا، تعد مقاطعة مليلة الإسبانية في المغرب مكانًا مثاليًا يحلمون بالانطلاق منه نحو مستقبل أفضل. وبإصرار يقترب من الهوس، يحاول الشباب بقيادة مالك مرارًا وتكرارًا السفر إلى أوروبا يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة ، وحصل الفيلم علي تنويه خاص في المسابقة الدولية مهرجان لوكارنو السينمائي الاخير، وتتجسد السينما من أجل الانسانية ايضا في قسم الاختيار الرسمي “خارج المسابقة” في الفيلم الصربي”بلاد ضائعة”والتي يتناول التظاهرات التي اطاحت بسلوبودان ميلوسيفيتش، في صربيا 1998، يمر ستيفان ابن الـ15 عاماً بالثورة الأعنف في حياته، إذ سيتوجب عليه مواجهة والدته الحبيبة التي تشارك النظام الفاسد الذي يثور ضده هو وأصدقاؤه وحصل الفيلم جائزة لوي روديرير في أسبوع النقّاد- مهرجان كانّ السينمائي،اما الفيلم الفرنسي “شباب”أو ريبع في قسم الاختيار الرسمي- خارج المسابقة فيدور حول العمل الشاق للخياطين والخياطات داخل مصانع الملابس في الصين، صُوِّرت أحداث الفيلم على مدار ست سنوات ورغم الوتيرة الهادئة للأحداث، تلتقط كاميرا المخرج وانغ بينغ ومضات من الأمل وشارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي، أما الفيلم المكسيكي “طوطم” بقسم الاختيار الرسمي -خارج المسابقة، فيحكي عن “سول”، طفلة في السابعة من عمرها، تقضي يومها في منزل جدها وتساعد أفراد عائلتها في الإعداد لحفلة عيد ميلاد مفاجئة لوالدها. خلال ساعات اليوم، تفرض الفوضى سيطرتها مدمرة روابط عائلة، وهو ما يساعد سول على استيعاب مفهوم التخلي، وشارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي في دورته الأخيرة ، وهناك الفيم الفرنسي “لا شيء أخسره حيث تعيش “سيلفي” برفقة ابنيها “سفيان وجان جاك”، ويشكّل الثلاثي عائلة مترابطة. ذات يوم، خلال غياب سيلفي عن البيت، يتعرض سفيان لإصابة، ممّا يدفع الخدمات الاجتماعية لانتزاع الطفل من حضانة أمّه وإيداعه في دار رعاية وشارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي في مسابقة نظرة ما، واخيرا الفيلم الفرنسي “المنبوذون” ويدور حول “بيير”الذي يتولى منصب عمدة باريس، بعد الوفاة المفاجئة لسلفه، يسعى جاهداً لتنفيذ خطة رئيس البلدية السابق لإعادة تأهيل حي الطبقة العاملة. وفي الوقت نفسه، تعارض حابي، المقيمة في أحد المباني داخل ذلك المجتمع، نزوح عائلتها من المكان الذي يحمل ذكرياتها.، وشارك الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.